الحرب الدعائية الصهيو_مغربية ضد الجزائر
إن الدعاية والأكاذيب التي اختلقها ويختلقها الجهاز المغربي الصهيوني، بهدف شيطنة الجزائر، ليس لها حدود.
فالأكاذيب والسيناريوهات الهوليودية الأخيرة، والموقعة من قبل وسائل الإعلام التابعة للموساد وبيدقه المخزن، وهي الإرسال المزعوم لوحدة خاصة للتدخل الجزائري لمساعدة قوات الأمن الإيرانية لقمع ووضع حد للتظاهرات في إيران، وكذلك الإرسال المزعوم ل”مليشيات”، لاختراق الجماهير المغربية في قطر لتشويه صورة المخزن في حال التجاوزات.
سيناريوهان خبيثان، تم تفصيلهما جيدًا من قبل الموساد والمخزن، بهدف تشويه صورة الجزائر الجديدة، التي نجحت للتو، في تتابع سريع، في نسف المخططات المغربية الصهيونية، من خلال تنظيم القمة العربية الحادية والثلاثين، والتي كللت بالنجاح، من خلال إعلان الجزائر ، مما سمح للقضية الفلسطينية بالعودة إلى واجهة الساحة الدولية، والتي حققت نجاحًا دبلوماسيًا في إطار الجمعية العامة للأمم المتحدة، وصياغة ترشيح رسمي للانضمام إلى مجموعة بريكس، الذي أشادت به القوى العظمى مثل الصين وروسيا.
هذه السيناريوهات البهلوانية المضحكة، التي نقلتها وسائل الإعلام الدعائية مثل الساحل أنتيليجنس، بعيدة كل البعد عن الصدفة أو البراءة، لأنها تتزامن مع بدء التمرين العسكري الجزائري الروسي المشترك “درع الصحراء” (16-28 نوفمبر) والإعلان عن زيارة الرئيس تبون، إلى روسيا، الذي وصفه مراقبو الزيارة بأنه توطيد للعلاقات التاريخية والاستراتيجية، عبر شراكة إستراتيجية عالية، في وضع دولي ملائم لعالم متعدد الأقطاب.
ومع ذلك، فإن حملة العداء والاستفزاز، التي تستهدف الجزائر ومؤسساتها، بما في ذلك قوات الأمن، ضامنة السيادة الوطنية ووحدة الشعب الجزائري، لن تتوقف بمرور الوقت، نظير النجاح الذي حققته البلاد ولا تزال.
لقد كان مروجي هذه الحملة الخبيثة، قد شنوا بالفعل أعمال عدائية، بإعلانهم وجود القوات الإيرانية والجناح المسلح لحركة المقاومة اللبنانية حزب الله في الأراضي الصحراوية المحررة، وتسليم طائرات مسيرة إيرانية لجبهة البوليساريو.
وكانوا قد أعلنوا بالفعل عن الوجود العسكري الجزائري في ليبيا ومالي، على الرغم من أن الجزائر دولة تجسد معارضة التدخل في الشؤون الداخلية لدول ثالثة، وأي تدخل عسكري خارجي. علاوة على ذلك، لا يمكن للجيش الوطني الشعبي، المشاركة في عمليات في الخارج، دون موافقة البرلمان، وفقًا للدستور الجزائري.
علاوة على ذلك، ليس من المستبعد رؤية هذه المخابر الأجنبية، تتهم الجزائر في المستقبل، بملف “نووي” مزعوم، في شكل ابتزاز لقضم “العقود” الاقتصادية.
في هذا الصدد، لا بد أن نتذكر أن الثنائي الشيطاني، الموساد المخزن، يحاول جاهدا تصدير تدهور الحياة الاجتماعية والاقتصادية للمغاربة، والغضب الشعبي المغربي، بعد خيانة القضية الفلسطينية، من خلال توقيع اتفاق التطبيع بين الكيانين، قلنا يريد تصدير أزماته، تجاه الجزائر، من خلال تصعيد العداء والأكاذيب واختلاق السيناريوهات، من أجل استمرار التوتر في هذه المنطقة.
وقد حاول الثنائي الموساد المخزن بالفعل إقحام الجزائر في الصراع الأوكراني، من خلال نشر الأوهام وما شابهها، بهدف إلحاق الناتو والاتحاد الأوروبي لتبني الأطروحة الخيالية لمحور الشر الرباط-تل أبيب.
زكرياء حبيبي