أخبار محلية

مستشفى “أول نوفمبر 1954” بوهران :إجراء 27 عملية جراحية باستعمال دعامة جزائرية مبتكرة

تمكنت مصلحة جراحة الفك والوجه والجراحة التجميلية والترميمية بالمؤسسة الاستشفائية “أول نوفمبر 1954” لوهران خلال سنة واحدة من إجراء 27 عملية جراحية دقيقة لمرضى تعرضوا لكسور كبيرة في الفكين وذلك بإستعمال تقنية جديدة مبتكرة تتمثل في وضع دعامة تسمح بإسترجاع القدرة على فتح الفم والكلام والأكل في وقت قصير، حسبما ذكره يوم الأربعاء رئيس المصلحة.

“و تم القيام بهذه العمليات خلال فترة تقارب السنة بعد تصميم هذه الدعامة الجزائرية مائة بالمئة من قبل طاقم المصلحة بالتعاون مع مهندس في ميدان الروبوتيك من تلمسان حيث بمجرد تحصلنا على براءة الاختراع من المعهد الوطني الجزائري للملكية الفكرية شرعنا في هذه العمليات”, وفقا لما صرح به للصحافة البروفيسور حيرش-بغداد كريم على هامش أشغال لقاء علمي حول “جراحة الوجه والفكين والجراحة التجميلية والترميمية” المنظم من طرف المصلحة المذكورة بالتعاون مع كلية الطب لجامعة وهران1″ أحمد بن بلة”. وأشار المختص إلى أن هذه العمليات تتعلق بالمرضى المصابين بكسور على مستوى الفك نتيجة سقوط أو حادث حيث يصبح من الصعب عليهم -مع مرور الوقت- فتح الفكين أو الأكل أو التحدث بصفة عادية, لافتا الى أن هذه العمليات التي تمت باستعمال هذه الدعامة التي أطلق عليها إسم ” Plaque en Z” قد نجحت “بنسبة 100 بالمئة”. و تصنع هذه الدعامة من مادة التيتانيوم التي يتقبلها جسم الإنسان بسهولة كبيرة و يصل سعرها في الخارج أكثر من 800 يورو للصفيحة الواحدة، إستنادا لذات المسؤول الذي أوضح أنه يأمل في “التعاون مع وزارتي الصحة و الصناعة الصيدلانية من أجل إنتاج هذه الدعامة في الجزائر مستقبلا”. و قد تم تقديم هذه التقنية خلال أشغال هذا اليوم العلمي الذي يعرف مشاركة حوالي 100 جراح من مختلف أنحاء الوطن. و أبرز البروفيسور حيرش-بغداد بأن المصلحة المذكورة التي تسجل سنويا من 150 الى 200 حالة لهذه الإصابات سنويا تعتبر أول مصلحة تقوم بمثل هذه التدخلات الجراحية في الجزائر وهي تستقبل مرضى من مختلف مناطق الجنوب و الغرب ووسط البلاد. و ترمي حاليا -كما جاء على لسان مسؤولها- “إلى تكوين الجراحين على المستوى الوطني من أجل القيام بهذه العمليات في مؤسساتهم الصحية لتجنيب المرضى عناء التنقل”. كما أشاد بتوفير المصلحة كافة الإمكانيات اللازمة على مستوى المؤسسة الاستشفائية الجامعية اول نوفمبر 1954 للقيام بعملها على أكمل وجه، مشيرا إلى انها تستقبل 600 مريض سنويا. أما الخبير العالمي هيرفي بيناتو رئيس مصلحة جراحة الوجه و الفكين بالمركز الاستشفائي كون caen (فرنسا) فقد شدد على أهمية التكوين المستمر للجراحين في هذا التخصص الدقيق و الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا. كما أكد على الديناميكية التي يتحلى بها الجراحون الجزائريون في تطوير هذا التخصص, مشيدا بإهتمامهم اللامتناهي بحضور كافة اللقاءات الدولية للتعرف على آخر مستجدات هذا المجال. و ذكر أنه سيقوم غدا بعملية جراحية لمريض على مستوى المؤسسة الاستشفائية الجامعية أول نوفمبر لمريض تعرض لحادث تسبب في كسر فكه السفلي كسورا كبيرة وذلك بإستخدام تقنية خاصة إبتكرها تدعى “انكيلوز” نسبة للمرض الذي تعالجه و هو “عدم القدرة على تحريك الفك السفلي حركة طبيعية”. و خلال هذا اللقاء تم تنشيط عدة محاضرات حول شلل الوجه و سرطان اللسان و جراحات الصدمات و تقويم الفكين و الجراحة التجميلية و غيرها. و سيتمكن الحاضرون خلال أشغال اليوم الثاني لهذا اللقاء العلمي من متابعة عن طريق نقل مباشر لعدة عمليات جراحية لمرضى هذه المصلحة باستعمال تقنيات متعددة و ذلك في إطار التكوين المستمر للجراحين الشباب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى