“الشان” في بلاد الشان.. نجاح مرتقب يُغضِب الأعداء والإنهزاميين!!
تحتضن الجزائر خلال أيام حدثا كرويا قاريا هاما، يتمثل في كأس أفريقيا للمحليين، ولأجل إنجاح الدورة فقد جهزت الجزائر ترسانة من الملاعب والبنى التحتية التي من شأنها جعل الدورة المقبلة دورة فارقة في كرة القدم الأفريقية للمحليين، خاصة وأن الدورات السابقة لم تكن في مستوى عالٍ سواء من الناحية الكروية أو الإهتمام المسلط عليها.
وهو ما تعتزم الجزائر تغييره بداية من هذه الدورة، كما حدث مع الألعاب المتوسطية الماضية، والتي رفعت الجزائر مستواها إلى مستوى الحدث الأولمبي العالمي بشهادة كل من تابع الدورة.
وما من دليل أكبر على الأهمية التي يوليها مسؤولو الكرة لدورة الجزائر المقبل أكبر من حضور رئيس الفيفا ورئيس الكاف شخصيا لحفل الإفتتاح، الذي تم الإعلان على أنه سيكون ما بين 20 و30 دقيقة ويعكس أهمية الدورة، كما أن رئيس الجمهورية شخصيا سيكون حاضرا، ليؤكد على أن تطوير الرياضة الأفريقية والجزائرية من بين أهم الملفات التي تحظى بمتابعته الشخصية.
وتؤكد الإمكانيات التي سخرتها الجزائر، والإهتمام من أعلى مستوى بالدورة، على أنها ستكون ناجحة وقياسية بكل ما للكلمة من معنى، وهو ما أخرج جهات معينة من جحورها لمحاولة التشويش على ذلك.
وراحت جهات محسوبة على المخزن الحاكم في المغرب إلى حد استغلال اعتذار كل من مصر وتونس عن المشاركة في الدورة نظرا للظروف الكروية لكل دولة، من أجل جعل الأمر يبدو وكأنه مقاطعة للجزائر وليس ظروف كروية قد تمر بها كل دولة.
ليسارع المخازنة إلى محاولة خلق بلبلة جديدة، عبر الخلط بين القرار السيادي للدولة الجزائرية المتعلق بمجالها الجوي أو تعاملها مع الدول، وظروف تنظيم دورة كروية، ليخرجوا شرط أقل ما يوصف ه هو أنه “طفولي” ويتعلق الامر بإشتراط أن يكون قدوم البعثة المغربية مباشرا رغم غلق المجال الجوي، ومحاولين ربط الرفض بعدم المشاركة في الدورة، وكأن رحلة مباشرة من شروط إقامتها.
وهو ما وضحه رئيس لجنة تنظيم “شان الجزائر” الذي أكد على أن مخطط رحلات المنتخبات المشاركة في المنافسة لا يعني سوى تلك المنتخبات في حد ذاتها، ولا مسوّغ لربط مخطط الرحلة بمشاركة ذلك المنتخب أو محاولة جعل الأمر وكأن الدولة المستضيفة هي التي تختلق المشكل.
أمر آخر تم إستغلاله لمحاولة التشويش على الدورة، ألا وهو تصميم تميمة الدورة، والتي أطلق عليها اسم “قبطان”، فحاول البعض إنتقاد الإسم وربطه بالبحر، متسائلين ما دخل البحر في كرة القدم، لكنهم تناسوا أن كلمة “قبطان” ما هي إلا أصل كلمة “كابتن” والتي يلقب بها قائد أي منتخب أو فريق كرة قدم، لذلك فإن تسمية “قبطان” ما هي إلا إعادة المصطلح لأصله العربي “قبطان” ومعناها قائد.
وهو ما يبرزه بوضوح حمل “قبطان” لشارة القيادة في ذراعه، مؤكدا على المغزى من إسمه وفكرة أن الجزائر هي دولة قيادية ومتصدرة للمشهد قاريا
لينتقدوا التصميم والمجسم، متناسين أو محاولين تغليط العامة بنشر صور منجزة بالذكاء الإصطناعي لا يمكن أن تجسد شكل فعلي لكثرة تفاصيلها وتعقيدها، كما أنهم تجاهلوا كون التميمة هي في الواقع تصميم لرمز ما يتم خلاله التركيز على التجسيد وليس على التفاصيل، ويفضل أن يكون تصميما بسيطا سهل التجسيد، لا أن يكون تصميما معقدا بتفاصيل دقيقة يتطلب تحريكها بتقنية “ثلاثي الأبعاد” تقنيات كثيرة ومبالغ طائلة قد تصرف فقط لتحريك شعرة أو إصبع واحد.
الهدف من كل هذا ليس تقديم الإضافة والمساهمة في إنجاح الدورة، بل في أغلب الأحيان الإساءة للبلد المنظم، في وقت بتوجب علينا كجزائريين أن نقف كرجل واحد من اجل إنجاح الحدث الكروي القاري، فنجاحه هو نجاح للجزائر وليس لكرة القدم، ولنا في دورة كأس العالم الأخيرة بقطر خير مثال.