أخبار محلية

غرداية: عرض تجربة قصر تافيلالت في البناء على خبراء وباحثين

عرضت مؤسسة “أميدول” التجربة المتعلقة ببناء وتسيير وانجاز قصر تافيلالت المجاور لقصر بني يزقن بمنطقة وادي ميزاب يوم السبت، أمام خبراء وباحثين من المعهد الوطني للدراسات الإستراتيجية الشاملة وغيرهم من المؤسسات الأخرى للدولة.

و بهذا الصدد، أبرز الدكتور أحمد نوح رئيس مؤسسة” أميدول” صاحبة المشروع لدى تقديمه عرضا حول انجاز قصر تافيلالت، الذي يعتبر تجربة إنسانية خاصة للغاية، توحد بين الهندسة المعمارية والتنمية المستدامة وتجسد المحافظة على المحيط البيئي وإطار الحياة المعيشية، الهدف من هذا المشروع في المحافظة على التراث المعماري والاجتماعي والطبيعي والايكولوجي لوادي ميزاب في انجاز هذا القصر الذي صمم في 1997، من خلال المزج بين التقاليد والحداثة وتحقيق الملائمة الشاملة للمشروع ومواءمته مع متطلبات العصر والحفاظ على الخصوصية المحلية في الطراز المعماري الخاص بالمنطقة.

و قد أبدى عدد كبير من الخبراء وأعضاء المعهد الوطني للدراسات الإستراتيجية الشاملة خلال زيارتهم لقصر تافيلالت الذي يعتبر قصرا بيئيا ويعد بمثابة تجربة إنسانية فريدة ومساهمة في التخفيف من آثار أزمة السكن والتغير المناخي والمحافظة على التنوع البيولوجي بالواحات، اهتماما بهذه التجربة “غير النمطية” المتميزة في تشييد مساكن تتماشى مع خصائص الهندسة المعمارية المحلية ومواد البناء المتوفرة بالجهة، من خلال الجمع بين الهندسة المعمارية والتنمية المستدامة.

و أشار إبراهيم بن خليفة رئيس الوفد المكون من إطارات عليا للمعهد الوطني للدراسات الإستراتيجية الشاملة في تصريح لوأج إلى أن الهدف من زيارة قصر تافيلالت، هو تعميق النقاش وإثرائه حول أهمية إقحام هذا الشكل غير النمطي من التصميم للقصر في المخطط الوطني لتهيئة الإقليم وإنشاء مناطق وقصور وأحياء سكنية على امتداد الطريق العابر للصحراء بين غرداية والمنيعة وان صالح وتمنراست، مع الأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات الايكولوجية والاجتماعية لكل منطقة.

و أكد من جانبه مجيد الشيخ مدير الطاقات المتجددة لدى محافظة الطاقات المتجددة والفعالية الطاقوية أن هذه الزيارة التي بادر إليها المعهد الوطني للدراسات الإستراتيجية الشاملة، تندرج ضمن إستراتيجية للتنمية، تهدف إلى وضع مخطط لفك العزلة عبر الطريق الاستراتيجي العابر للصحراء، باستحداث مناطق ومدن “تكون نسخة” عن قصر تافيلالت، مع الأخذ في الحسبان لخصوصيات الهندسة المعمارية والبيئية وعادات وتقاليد كل منطقة.

و أضاف أنه سيتم إعطاء اهتمام كبير للتراث الثقافي المادي واللامادي مع بلورة رؤية إستراتيجية حول كيفية تثمين التراث، مؤكدا أن الهدف من ذلك هو تثمين ثقافتنا في إطار تنمية مستدامة ومتناسقة مع فضائنا الإقليمي، من خلال إنشاء مناطق عصرية، لاسيما ما تعلق باستعمال الطاقات المتجددة.

كما أن إعطاء عناية خاصة واهتمام كبير بالتراث الثقافي، يفسر بمدى قناعتنا بأنه لا توجد تنمية مستدامة دون بلورة رؤية إستراتيجيه على صعيد تثمين التراث مثلما جرى شرحه.

و يمتد هذا القصر الذي انطلقت أشغاله في 1997 بموقع صخري على مساحة قوامها 22 هكتارا ويضم1.050 سكن، حيث صمم لتحسين ظروف الحياة المعيشية وذلك بناء على التفسير الواعي للتراث المعماري القديم والمحافظة على البيئة.

و يندرج قصر تافيلالت الجديد الذي تم تدشينه سنة 2006، ضمن نظرة ايكولوجية واجتماعية مستلهمة من التراث القديم الذي تتميز به القصور التقليدية لوادي ميزاب.

و يلتزم المبادرون بهذا المشروع بتنفيذ كافة أشغال تسيير النفايات المنزلية، من خلال إنشاء نظام للتجميع الثابت واستحداث نظام للمعالجة البيولوجية للمياه والإنارة العمومية بالطاقة الشمسية.

و سيقوم أعضاء المعهد الوطني للدراسات الإستراتجية الشاملة في ختام هذه الجولة بزيارة أيضا للمواقع السياحية بمنطقة وادي ميزاب المصنفة ضمن التراث العالمي منذ 1982 من طرف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونيسكو”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى