الجزائر

سفير جمهورية أندونيسيا في حوار لجريدة الشبــــاب : “الجزائر شريك استراتيجي ونتطلع لإبرام إتفاقيات شراكة مستدامة”

نطمح إلى تعزيز التبادل التجاري بالقفز الى أكثر مليار دولار

مهتمون باستيراد الفوسفات والتمور والزيوت من الجزائـــر

الجزائر وجهة ممتازة لاستثماراتنا في إفريقيا

في لقاء خص به جريدة وقناة الشباب الجزائري ”، تحدث السفير الإندونيسي عن تاريخ العلاقات الثنائية حيث قال، إن “العلاقات الجزائرية – الإندونيسية طويلة وتاريخية تعود قبل سنة 1955 وهي السنة التي استضافت فيها مدينة باندونغ “المؤتمر الآفرو آسياوي”، مشيرًا إلى أن بلاده من بين الدول القليلة التي دعمت استقلال الجزائر ليس فقط خلال الحقبة الاستعمارية، بل وحتى بعد نهاية الاستعمار، حيث كانت السبَاقة في فتح ممثلية دبلوماسية لها بالجزائر وكان ذلك سنة 1963

ناقشها في هذا الحوار الصحفي واقع العلاقات الثنائية في مجالات عديدة على رأسها التعاون السياسي والدبلوماسي وكذلك الرهانات الإقتصادية والتجارية بيــن البلدين .

 

في البداية سعادة السفير يود أن يعرف القارئ كيف  تقضون وقتكم في رمضان رفقة الجالية الأندونيسية بالجزائر ؟

شكرا لكم على هذه الفرصة للقاء الجمهور الجزائري، حقيقة الأجواء الرمضانية في الجزائــر تشبه أندونيسيا كثيرا نظرا للقواسم المشتركة بين البلدين فمثلا  كل يوم  نسمع الأذان في مساجد الجزائر كذلك في اندونيسيا وكذلك عاداتنا وتقاليدنا كمسلمين توحدنا دوما في مختلف الأقطار و أنتهز هذه الفرصة لأهنئ الشعب الجزائري ونتنى ان يقبل الله صالح أعمالنا .

كنتم تباحثتم مع مسؤولي البرلمان الجزائري سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، لاسيما في المجال البرلماني ؟ ماهي نتـائج هذه المباحثات خصوصا مع لجنة الصداقة بين البلدين ؟

فيما يخص التعاون البرلماني هناك علاقات عريقة وقديمة وسجلنا خلال العديد من السنوات زيارات متبادلة  .

ففي سنة 2022 وخلال إجتماع اللجنة التنفيذية لاتحاد برلمانات الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاسلامي ، كانت فرصة تم تأسيس فيها لجنة للتعاون بين الجزائر وأندونيسيا

وكذلك خلال لمؤتمر 17 المنعقد بالجزائر في شهر لقد حضرت  بوان مهاراني رئيسة مجلس نواب جمهورية أندونيسيا وهي حفيدة للرئيس الأول لأندونيسيا الرئيس سوكارنو، وخلال حضورها عقدت لقاء ثنائي مع رئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري .

نحن نعتبر هذا اللقاءات الثنائية ذات أهمية بالغة ، للإشارة لقد حضر وفد من 25 برلماني اندونيسي اتفق الطرفان خلال هذه الزيــارة إلى ترقية التعاون نظرا للإمكانيات الكبيرة الذي يزخر بها كلا البلدين على مختلف المستويــات .

أشرتم سـابقا بأن هناك تحضير لتوقيع مذكرات تفاهم لترقية العلاقات السياسية والدبلوماسية….ما هي المجالات التي تم تفعيل العمل عليـــها؟

بالفـــعل لقد وضعنا مخطط من أجل تنظيم إجتماع اللجنة المختلطة بين البلدين  خلال هذه السنة بالجزائر وكذلك مع ما تحتويه السوق الجزائرية من إمكانيــات، تثير  اليوم اهتمام المتعاملين الإندونيسيين للاستثمار، لاسيما في القطاعات المهمة على غرار الصيدلة والسياحة والبناء والأشغال العمومية والصناعة الميكانيكية والغذائية التحويلية.

لقد قمنا بتقديم مقترحات من أجل التوقيع على 07 مذكرات تفاهم، منها في مجال إلغاء التأشيرة لحاملي جوازات الدبلوماسية، كذلك في مجال السكن والتعليم العالي والعديد من المجالات الأخرى .

بالإضافة إلى التعاون الاقتصادي لدينا عوامل مشتركة أخرى، تاريخيا وتوسعت  إلى المجال الاجتماعي والثقافي والتربوي والديني لجعل علاقتنا أكثر قوة بين الجزائر وأندونيسيا مستقبلا

كانت هناك زيارة مبرمجة  خلال السنوات القليلة الماضية لرئيسة الدبلوماسية  الإندونيسية، في إطار إمضاء مذكرات تفاهم، ولكن نظرا للوضعية الوبائية تم تأجيل الزيارة…..هل من جديد عن إمكانية برمجتها مجددا؟

في ذات السياق، كشف محدثنا، عن توقيع مذكرات تفاهم بين البلدين في عدة مجالات وذلك بعدما كانت مبرمجًا سابقًا إلا أن كوفيد 19 أجَل إجراءات التوقيع، ومن بينها مذكرة مُتعلقة بالجانب الدبلوماسي حيث سيتم توقيع اتفاقية إلغاء التأشيرة على حاملي جوازات السفر الدبلوماسية

وقال “صحيح لقد برمجنا زيارة لوزيرة الخارجية الإندونيسية، في  شهرماي 2020، في إطار إمضاء مذكرة تفاهم حول جواز السفر الدبلوماسي وجواز سفر الخدمة، ولكن نظرا للوضعية الوبائية تم تأجيل الزيارة، ونتمنى أن تتم هذه الزيارة خلال الاجتماع القادم للجنة المختلطة بين البلدين وسنسجلها كأحد مخرجات هذا الإجتماع المهم جدا ”

بالإضافة إلى التعاون السياسي ، حسب اعتقادي، تولي أندونيسيا رغبة كبيرة في التعاون في المجال الأمني ومكافحة الإرهاب، هل يوجد هناك اتفاق في هذا الإتجاه ؟

فيما يخص مكافحة الإرهاب نحن نعتبر هذه القضية الأولى على الساحة الدولية، فكل الدول في آسيا أو أوروبا أو إفريقيا تعرضت لهذه الظاهرة العابرة للحدود.

وكما تعلمون نحن حاليا نحضر للإجتماع المقبل بين الحكومتين ولكن بالإضافة إلى  مشاريع مذكرات التفاهم لدينا فرص جديدة للبحث منها التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب .

كانت هناك زيارة لفريق عمل إندونيسي مُهم إلى الجزائر والمنطقة الإفريقية، يرمي لإعادة تعزيز الدبلوماسية الاقتصادية في المنطقة والجزائر على وجه الخصوص، وهو الفريق المكون من فوج لتسريع الإنعاش الاقتصادي”TPPE” …ماهي أهم النتائج بعد هذه الزيـارة ؟

بعد جائحة كورنا عانت اندونيسيا من هذه المخلفات ومن أجل تسريع وتيرة نهضة جديدة وأسست فريق عمل من أجل تسريع وتيرة التنمية مجددا.

وفي سنة 2022  كان هناك نزول لفريق عمل إندونيسي مُهم إلى الجزائر والمنطقة الإفريقية، يرمي لإعادة تعزيز الدبلوماسية الإقتصادية في المنطقة والجزائر على وجه الخصوص، وهو الفريق المكون من فوج لتسريع الإنعاش الاقتصادي”TPPE” ، ومديرية إفريقيا والشرق الأوسط، إضافة إلى المكتب القانوني والإداري للوزارة ومُمثل عنBHAK، وعليه، تم تنظيم لقاء بالتعاون مع السفارة الإندونيسية في الجزائر وبين الشركات المملوكة للدولة “BUMN”، والبعثات الدبلوماسية الإندونيسية في المنطقة الإفريقية عن طريق تقنية التحاضر المرئي عن بعد .

ونحن نعول على دور الدبلوماسية الاقتصادية في تحقيق الأولويات الاقتصادية للبلدين، وهو ما تم من خلال تكليف فريق  ” TPPE” التابع لوزارة الخارجية الإندونيسية، بدعم عملية التعافي، وتعزيز اقتصادها الذي تأثر بجائحة كوفيد 19، لاسيما في مجال التجارة والاستثمار مع البلدان الإفريقية.

حاليا هناك طلبات التي تقدم بها رجال أعمال اندونسيين من أجل القيام التعاون في مجال المحروقات ( النفط والغاز ) .

ماهو حجم التبادلات التجارية بين البلدين ؟

التعاون التجاري يعرف نمو مضطربا منذ سنوات يتراوح حجم التبادل التجاري بين  400 الى 500 مليون دولار سنويا , ولكن بعد  جائحة كورونا سنة 2022 بلغ حجم التبادل التجاري البيني 1 مليار دولار، منها 700 مليون صادرات الجزائر إلى اندونيسيا ، و300 دولار صادرات أندونيسيا إلى الجزائر, أعتقد ان هذه العلاقات التجارية  والإقتصادية سوف تنمو في المستقبل.

لعلمكم  يمكن للجزائر أن  تجعل اندونيسيا كبوابة لها لمنطقة  شرق اسيا التي تتكون من 11 دولة أعضاء رابطة دول جنوب شرق اسيا وكذلك العكس بالنسبة للجزائر مع السوق الإفريقية

وأشار ذات السفير، إلى أن هناك شركة وطنية أخرى تدرس إمكانية إنتاج الفوسفات، رغبة منها لأن السوق الإندونيسية تحتاج لهذه المادة، ناهيك عن شركة أخرى تود دخول السوق الجزائرية والاستثمار فيها حيث تختص في مجال صناعة الأغذية، مؤكدًا في هذا الإطار أن هناك عدة منتوجات تَود جاكرتا الترويج لها في السوق الجزائرية حيث تخص الأعشاب والصناعة الحلال.

في لقائكم السابق مع  لسوناطراك، أبدت شركة “برتامينا” الإندونيسية نيتها في توسيع استثماراتها في حاسي مسعود والمشاريع البترولية الموجودة حاليا…..أين وصلت هذه الجهـود ؟

أما في ما يخص الإستثمار، فقد أكد حليف أكبر، أن هناك شركتين إندونيسيتين موجودتان بالجزائر، يتعلق الأمر بشركة “برتامينا” المختصة في مجال المحروقات (الطاقة)، والثانية شركة “ويكا” التي تنشط في مجال المقاولاتية حيث تقوم بدعم مشاريع البناء والسكن والأشغال العمومية.

مؤكدا ” أن هناك مشاريع تعاون تخص هذا القطاع منذ سنة 2014 خاصة حقول البيترول  في منطقة حاسي مسعود وحاليا هناك مفاوضات بين ” برتامينا ونظيرتها الجزائرية سونطراك من أجل تجديد وتمديد هذا الترخيص لمواصلة التنقيب , مواصلا ” اعتقد بأن تحسن العلاقات بين بارتامينا وسونطراك سيساهم في زيارة استثمارات الشركة الاندونسية لتعزيز هذا التعاون “

بعد  إعادة فرض إندونيسيا التأشيرة على الرعايا الجزائريين، هل لاحظتم إقبالا على زيارة إندونيسيا خلال الفترة الأخيرة بعد كوفيد 19 ؟

صحيح قبل جائحة كورونا كان الزائرون الجزائريين إلى أندونسيا لا يحتاجون الى تأشيرة لكن بعد الجائحة تغيرت الإجراءات , نلاحظ أن هناك زيادة في عدد الزيارة حيث نسجل منذ شهر جانفي من 100 الى 150 أشخاص قدموا طلبات للتأشيرة السياحية

وكذلك نحضر لبرنامج صيفي للسياح الجزائريين خلال العطلة الصيفية , تلقينا العديد من الطلبات من الوكالات السياحية لتنظيم رحلات جماعية  .

ولذلك لدينا مقاربة للإتصال مع شركات الطيران ووكالات السياحة والسفر، بهدف الترويج للسياحة ابتداء من صائفة 2023،. الهدف من ذلك أن يكون للجزائريين باقة سياحية بسعر مناسب، خلال فترة الصيف، في شهري جوان وجويلية، حيث يكون كل الجزائريين في عطلة، والاستراتيجية نفسها يمكن القيام بها بالنسبة للإندونيسيين للسياحة في الجزائر

ويجدر الإشارة هنا أننا التقينا بالمناسبة بالعديد من القائميين على الوكالات السياحية ونحن كسفارة جمهورية أندونيسيا بالجزائر على أتم الإستعددا لتقديم كل التسهيلات للمواطنيين الجزائريين والعمل على تقديم الطلبات بشكل جماعي لتسهيل حركة التنقل بين البلدين.

لعلمكم لقد قمنا بدعوة 04 وكالات سياحية جزائرية للمشاركة في الدورة القادمة  لمؤتر بالي للسياحة  الذي سيعقد في شهر جوان القادم ومن خلال هذه الوكالات نبرمج وضع مخطط لزيارة السواح الجزائريين الى اندونيسيا في المستقبل .

نتابع إهتمام للسفارة الاندونسية بتسويق الصورة السياحية ، هل من برامج تبادل تسعون إلى تنفيذها مع أسرة الإعلام الجزائرية وصناعة المحتوى ؟

كما تعرفون وكونها واحدة من أكثر الدول تنوعًا في العالم، تعد إندونيسيا مثالًا لوجهة سياحية مميزة ترضي كافة أذواق السائحين وميزانيتهم

و لدى السفارة الاندونسيسة برنامج سنوي ندعوا من خلاله ممثلين عن وسائل الاعلام وصانعي المحتوى ووكالات السياحة والأسفار للقيام بزيارة لبلدنا لإكتشاف المناظر والأماكن السياحية وسنواصل العمل به في السنوات القادمة  .

كلمة أخيرة سعادة السفير؟

مجددا أهنئ اخواتي واخواني الجزائريين بمناسبة الشهر الفضيل و نتمنى أن تكون2023  سنة لتقوية العلاقات بين بلدينا لأننا اخوة يجمعنا الإسلام  ولا نحصر علاقاتنا في الاقتصاد فقط بل في المجال الاجتماعي والثقافي والتربوي لتقريب بلدينا، وتكون اندونيسيا والجزائر رائدتين في العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى