المغرب: عائلة الصحفي عمر الراضي توجه بيانا للراي العام حول معاناة ابنها في السجن
وجه والدا الصحفي الاستقصائي المغربي عمر الراضي, المعتقل والمدان بست سنوات سجنا نافذا, بيانا إلى الراي العام المغربي والدولي, أبرزا فيه معاناة ابنهما في السجن, الذي أصبح محروما فيه من أبسط حقوقه وعلى رأسها الحق في العلاج, وأشارا إلى أن كل المعطيات تؤكد أن “عمر الراضي يعاقب مرتين, مرة من المحكمة ومرة من جهة غير قضائية”.
و قال والدا الراضي, في البيان الدي حمل عنوان “عمر ممنوع من الكتابة والفسحة والحديث والعلاج”, أنه خلال زيارتهما له, أمس الاثنين, بسجن “تيفلت2”, أخبرهما بأن “مدير المؤسسة السجنية طلب منه أن لا يتناول مع والديه مواضيع سياسية وإلا سيمنع من استعمال هاتف السجن نهائيا”, كما أبلغه مدير المؤسسة العقابية, أنه “مصنف حالة خاصة وأنه تحت المراقبة المستمرة”.
وعبرت عائلة الراضي عن استغرابها من هذا الطلب, الذي يدعو فعلا إلى القلق, موضحة أن “ابنها ينفذ عقوبة قررتها المحكمة ابتدائيا وأيدتها محكمة الاستئناف ولم يكن في منطوق الحكم هذا الإجراء”, منبهة إلى أن “هذا الإجراء كان ينفذ على عمر منذ اعتقاله دون أن يعرف من يقرره”.
وأبرز البيان, أن إدارة سجن “عين السبع ” بالدار البيضاء, “انتزعت من الصحفي الراضي عند ترحيله إلى سجن “تيفلت 2″ كل ما كان يكتبه من ملخصات, انطلاقا مما يقرأه من كتب ومجلات وطلبوا منه في السجن الجديد ألا يكتب وأن كل ما سيكتبه سينتزع منه”.
وهذا ما يفسر, بحسبها “عملية التفتيش صفحة بصفحة للكتب التي نحملها إليه بحثا عما يمكن أن يكون قد دونه وحتى الملاحظات التي يكتبها على هوامش بعض الصفحات يتم إتلافها”, مشيرة إلى أن “عمر لا يكلم أحدا ولا أحد له الحق في أن يكلمه, باستثناء بعض السجناء العاملين وبعض الحراس الذين يحرسونه”.
كما أفادت بأن “عمر الراضي لا يخرج للفسحة, لأنه لا يقبل أن يخرج وحيدا, في حين يخرج من يجاوره في الزنازين الانفرادية جماعة يتحدثون ويمارسون رياضتهم وهو يراقبهم من شباك زنزانته”.
وبخصوص ظروفه الصحية, قالت العائلة, أن ابنها مصاب بمرض معوي مزمن يستلزم مراقبة من طبيب مختص في أمراض الجهاز الهضمي ويحتاج إلى حمية غذائية لكن منذ انتقاله إلى سجن “تيفلت 2” لم يعرض على طبيب خاص, ويكتفي بوجبات باردة (…), كما لفتت إلى أنه يعاني أيضا من مرض الربو وأمراض جلدية أخرى انتقلت إليه من السجن.
وأكدت في السياق, أن عمر الراضي يرفض إخضاعه للفحص الطبي وهو مصفد ومرتد لباس السجن وبوجود عدد من الأمنيين حوله, معتبرة هذا الإجراء “إمعان في الإهانة والإذلال وهو المريض الذي يستحق العناية”.
كما أشارت إلى أنه يتناول أدوية مهدئة بوصفة طبية منذ أن كان في سجن “عين السبع” بالدار البيضاء, ومازال يتناولها في غياب استشارة طبية وتقييمٍ لمسار علاجه, وهو ما يدعو إلى مخاوف جدية من الإدمان على هذه الأدوية, وقالت في الأخير أن “مصدر معاناة الصحفي عمر على ما يبدو يأتي من خارج اسوار السجن”.
جدير بالذكر, أن محكمة الاستئناف بمدينة الدار البيضاء, قد أيدت شهر مارس من العام الماضي, إدانة الصحفي الاستقصائي عمر الراضي ب6 سنوات سجنا نافذا على خلفية تحقيقات صحفية عالجت ملفات فساد.