هبة تضامنية كبيرة للمواطنين لفك العزلة عن قرية أقويلال
تشهد قرية أقويلال الجبلية، التابعة لبلدية لعجيبة شمال شرق البويرة، منذ عدة أيام حملة تضامنية واسعة النطاق بمبادرة من مواطني المنطقة الذين تجندوا بقوة من أجل بعث أشغال تهيئة الطريق البلدي الذي يربط القرية بالمناطق المجاورة.
وتم الشروع في هذه الأشغال منذ ثلاثة أيام بغية تنظيف وتهيئة الطريق البلدي المؤدي من آسيف أصماض إلى قرية أقويلال وجارتها ألييثن.
وأوضح عضو الجمعية المحلية “ثيويزي” رايد زنودي ل/وأج أن هذه المبادرة الرامية إلى فك العزلة عن هاتين القريتين، لاسيما أقويلال “تشمل تهيئة مسار الطريق الذي طاله تدهورا كبيرا بفعل الأمطار المتساقطة خصوصا خلال فترات الشتاء والتي غالبا ما تتسبب في إنهيارات التربة، أدت إلى تضيقه شيئا فشيئا.
الأمر الذي يستدعي إزالة الحجارة والأتربة المتراكمة فوقه من أجل تهيئة هذا الطريق التي يكتسي أهمية قصوى كونه يسمح بانفتاح كل المنطقة على ولاياتي تيزي وزو وبجاية”.
وتعرف هذه الحملة التضامنية مشاركة واسعة من المواطنين, خاصة فئة الشباب, وأصحاب الجرارات وآليات الأشغال الذين رفعوا تحدي تهيئة هذا الطريق المعزول.
وأضاف السيد زنودي أن “مسار هذا الطريق يمتد على حوالي تسعة كلم ما بين بلديتي لعجيبة ومشدالة وهي بحاجة ماسة إلى تعبيدها من أجل استغلالها”، داعيا السلطات المحلية لمد يد العون في هذه العملية، وذلك في الوقت الذي تتواصل فيه جهود سكان أقويلال وحي تينيري في أشغال تهيئة هذه الطريق الغابية الضيقة من أجل فك العزلة عن أنفسهم.
وبدوره أبدى السيد العيد صايت عضو بجمعية “ثيويزي” إمتعاضه إزاء ضيق هذا الطريق بفعل زحف الغابة وانزلاقات التربة, مبرزا “الجهود المكرسة من أجل إزالة كل العوائق على مستواها موازاة مع إنجاز جدار دعم من الحجارة من أجل منع انزلاقات التربة”.
العودة للاستقرار في أرض الأجداد
وساهم في هذه الحملة عشرات الشباب من القرية المجاورة “إلييثن” من خلال الإستعانة بوسائلهم الشخصية رغبة منهم في تحسين وضعية هذا الطريق الذي ستستفيد منه أيضا بلدية صهاريج التابعة لدائرة مشدالة.
وهي المبادرة التي حياها رئيس دائرة مشدالة, لخضر زيتوني, معتبرا إياها “إنعكاسا لروح التضامن والتآزر لدى سكان أقويلال وإلييثن. وهو ما يشجعنا على بذل المزيد في هذا السياق”, يقول ذات المسؤول.
وجدد السيد زيتوني في تصريح ل/وأج تعهده ب”التكفل بهذا المشروع في إطار صندوق التضامن والضمان للجماعات المحلية”, مشيرا إلى أن “تعبيد الطريق يتطلب غلافا ماليا يقدر 60 مليون دج لا تحوزه بلدية مشدالة حاليا, غير أن المشروع يبقى ضمن أولوياتنا المبرمجة عن قريب”, يضيف ذات المسؤول.
ومن المنتظر أن يساهم فتح هذا الطريق البلدي في فك العزلة عن أقويلال وثنيري وإلييثن المصنفة ضمن مناطق الظل, في الوقت الذي رفع فيه سكان هذه المناطق مطالبا أخرى متعلقة بإعادة فتح المدرسة الإبتدائية “حداج سعيد” الوحيدة بالمنطقة وقاعة العلاج “عمراني أكلي”, المهجورة إلى يومنا هذا.
وبرر السكان مطالبهم هذه برغبتهم في “عودة الحياة” و”عودة السكان” إلى قراهم, التي أضحت “تتوفر على الغاز والماء الشروب ونسعى من أجل بذل كل ما بوسعنا للحفاظ على أرض الأجداد”, وفقا لما أكده السيد محمد (50 سنة) أحد المشاركين في هذه العملية التضامنية.
كما تميزت هذه الحملة بمشاركة العديد من سكان أقويلال الذين غادروها للإقامة في البليدة والجزائر العاصمة وحتى فرنسا, لكنهم أبوا إلا أن يعودوا إليها لمد يد المساعدة والدعم لمواطنيهم, ليبرهنوا بذالك أن العودة إلى الأصل حقيقة ملموسة بقرية أقويلال, حيث عبر العديد من المهاجرين حاليا عن رغبتهم في العودة من اجل الاستقرار في أرض الأجداد.