الصناعة العسكرية: داعم هام للنسيج الصناعي الجزائري
نجحت المؤسسات الصناعية التابعة للجيش الوطني الشعبي في أن تكون داعما هاما للنسيج الصناعي الجزائري، بعد أن وسعت دائرة اهتماماتها لتشمل احتياجات الجيش والأسلاك المشتركة والسوق المحلية بصفة عامة، ما جعل الصناعة العسكرية محل إشادة من طرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، لدى إشرافه على افتتاح الطبعة ال31 لمعرض الإنتاج الجزائري, الذي يختتم يوم السبت أشغاله بقصر المعارض.
و قد وقف رئيس الجمهورية خلال تدشينه المعرض يوم 14 ديسمبر الجاري بأجنحة العديد من المؤسسات العسكرية الرائدة في مجال التصنيع والتكنولوجيا، أين استمع إلى عرض حول القدرات الإنتاجية لهذه الصناعة التي نجحت في إنتاج محركات وقطع غيار جزائرية، لتكمل بذلك بعض الحلقات التي تعزز النسيج الصناعي الجزائري.
و في تصريح لوأج، أبرز المقدم, ممثل مؤسسة تطوير صناعة السيارات بتيارت ما حققته هذه المؤسسة الاقتصادية التابعة للجيش الوطني الشعبي، والمختصة في تصميم، تطوير، إنتاج، تسويق وضمان خدمات ما بعد البيع لكل من الشاحنات، العربات المقطورة ونصف المقطورة، المركبات النفعية، المركبات المتعددة الخدمات، الحافلات وكذلك المركبات الخاصة بنقل الأفراد.
و أشار المقدم الى أن المؤسسة تسوق منتوجاتها تحت علامتي “مرسيدس بنز” والمؤسسة الوطنية للسيارات الصناعية “أس.أن.في.إي” (SNVI)، وأن مشاركتها في المعرض جاءت لتعريف الزوار بالمنتوجات الجديدة لسنة 2023، على غرار سيارة الإسعاف، عيادة الأسنان المتنقلة، عربة التخييم، عربة بيع المأكولات السريعة، العربة الرباعية الدفع وكذا عربة نقل الشخصيات المهمة “التي نالت النصيب الأكبر من إعجاب الجمهور”.
و أكد المتحدث أن أغلب التجهيزات الخاصة بهذه السيارات والعربات “محلية الصنع”، لافتا الى أن المؤسسة تحاول تقديم منتوجات جديدة كل سنة، ورفع نسبة الإدماج بالتعاون مع مختلف المتعاملين في إطار المناولة، وذلك بهدف “المساهمة في النسيج الصناعي الجزائري وتقليص فاتورة الاستيراد وخلق فرص عمل”.
من جهته، أوضح النقيب, ممثل مجمع ترقية الصناعة الميكانيكية الذي يشرف على تسيير ومراقبة فروعه والمؤسسات المساهم فيها مع شركاء آخرين، ل/وأج أن المجمع يضمن عبر فروعه تصنيع مختلف القطع الميكانيكية التي يطلبها القطاعان العمومي والخاص.
و تسمح النشاطات المختلفة لشركات المجمع بتكملة بعضها البعض، حيث يتوفر على ثمان شركات ومعهد تكوين في مجال تصنيع القطع الميكانيكية، تقنيات العربات والمحركات، على غرار شركة “راينميتال الجزائر” لتطوير، تصنيع إنتاج وتسويق العربة المدرعة ذات العجلات سداسية الدفع، وغيرها.
كما يضم المجمع مؤسسة “مسبكات رويبة” المتخصصة في إنتاج المصبوبات الخشنة من حديد الزهر والألومنيوم، مؤسسة “مسبكات تيارت” المتخصصة في إنتاج المصبوبات الخشنة من حديد الزهر والفولاذ، مؤسستا الصناعات الميكانيكية عين السمارة (قسنطينة) ورويبة (الجزائر العاصمة)، إضافة إلى مؤسسة متخصصة في إنتاج المحركات المبردة بالهواء.
و في سياق متصل، أبرز النقيب أن المجمع ينتج محركات بترخيص من العلامات الألمانية “دوتس، دايملر وأم.تي.أو” وهي محركات مبردة بالماء، وينتج أيضا محركات 100 بالمائة جزائرية مبردة بالهواء تستخدم في العربات والشاحنات العسكرية وكذا في مولدات الكهرباء، حيث عرض المجمع في جناحه نماذج للمحركات المصنعة محليا وكذا قطع الغيار.
و أضاف قائلا: “يمكننا العمل مستقبلا مع أي علامة تنشط في مجال تصنيع المركبات بالجزائر، نحن نضمن المناولة في مختلف القطع الميكانيكية و المجمع جاهز للمساهمة في تطوير صناعة السيارات بالجزائر”.
و تعمل القاعدة المركزية للإمداد التابعة للمديرية المركزية للعتاد، وهي مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي وتجاري، على تصليح العتاد الحربي، وكذا التجديد والعصرنة، مع انخراطها في صناعة قطع الغيار الخاصة بالقطاع الصناعي، لاسيما القطاع البترولي والآلات الصناعية، حسبما أكده ل/وأج العقيد, مدير الإنتاج بالقاعدة.
و أوضح العقيد أن الهدف الأساسي للقاعدة المركزية للإمداد هو “تدعيم النسيج الصناعي الجزائري، عبر صناعة بعض قطع الغيار التي تطلبها الشركات الوطنية لتجهيزاتها، على غرار العجلات المسننة، وذلك في إطار سياسة الدولة لتقليص فاتورة الاستيراد”.
كما تقوم القاعدة المركزية للإمداد بأشغال صيانة المولدات الكهربائية، وتصليح عنفات المولدات الكبيرة للطاقة، يضيف العقيد الذي أشار إلى توفر القاعدة على مكتب دراسات ومخبر يضمنان صناعة ذات جودة عالية.
و تابع قائلا: “لدينا تحدي لرفع نسبة الإدماج المحلي”.