مجتمع

إدماج ذوي الاحتياجات الخاصة… مشروع متكامل يقتضي مشاركة الجميع

شدد مختصون في الأرطوفونيا و في علم النفس, بالجزائر العاصمة, على ضرورة إدماج ذوي الاحتياجات الخاصة في الحياة الاجتماعية و المهنية, والذي يعد ”مشروع متكامل” لا يمكن أن يتحقق أو يصل إلى أهدافه دون مشاركة الجميع.واعتبر المشاركون في فعاليات اليوم الدراسي حول ”المعاق الذهني و الحركي في الجزائر”, والذي بادرت إلى تنظيمه ”الجمعية الجزائرية لداء ويليامس و بورين”, بمناسبة اليوم الوطني لذوي الإحتياجات الخاصة المصادف ل14 مارس, أن إدماج هذه الفئة في مناحي الحياة الاجتماعية و المهنية, يعد بمثابة “مشروع متكامل” لا يمكن أن يحقق أهدافه دون مشاركة الجميع.

وقالت في هذا الخصوص, السيدة فايزة مداد, رئيسة الجمعية, في تصريح ل/وأج, أن مجرد تغيير بعض المصطلحات أثناء التعامل مع هذه الفئة يمكن أن يشكل “دعما وحافزا كبيرا لهم, ويسهم في تنمية قدراتهم ويسهل من مشروع إدماجهم في كافة مناحي الحياة الاجتماعية وحتى المهنية”.ودعت السيدة مداد إلى تعويض كلمة المعاقين أو ذوي الاحتياجات الخاصة بمصطلح ”ذوي الهمم”, مؤكدة أن مبادرة جمعيتها للعمل مع أزيد من 50 متطوعا من مختصين في علم النفس و الأرطوفونيا, لمساعدة الأولياء على تنمية قدرات أبنائهم, والعمل على تأهيلهم لمرحلة ما قبل التمدرس والالتحاق فيما بعد بالأقسام المتخصصة, “يندرج ضمن أهداف الجمعية الرامية لمساعدة هذه الفئة على الاندماج في المؤسسات التربوية”.و قالت رحمة دريوش, أخصائية ممارسة في الارطوفنيا, أن فكرة ”كلنا معك”, التي بادرت إلى إطلاقها شهر فبراير المنصرم بالتنسيق مع الجمعية, من أجل التشخيص المجاني والتكفل النفسي والأرطوفوني, تندرج ضمن سياق “تكاثف الجهود للتكفل الأفضل بالصغار الذين يعانون من إعاقات مختلفة”.وأضافت المتحدثة, أن تقديم هذه الخدمة من خلال العمل التطوعي, لقيت استحسانا كبيرا من قبل الأولياء, ومكنت منذ بدايتها في توفير ”أجواء مميزة” جمعت بين الطلبة الجامعيين الذين يزاولون دراستهم في هذا المجال, والمختصين الممارسين الذين نقلوا خبراتهم إلى هؤلاء الطلبة.

و في ذات السياق, أوضحت الطالبة الجامعية, بن يطو إكرام, والتي تزاول دراستها بجامعة الجزائر تخصص أرطوفونيا, أنها تلقت تكوينا ميدانيا وتطبيقيا منذ انضمامها للعمل بشكل تطوعي ”بجمعية داء ويليامس و بورين ”, وهو الأمر الذي سمح لها بترسيخ معارفها الأكاديمية النظرية, ومكنها من التعرف عن قرب على هذا الاختصاص من خلال التعامل المباشر مع مختلف الحالات التي تصل إلى الجمعية.من جهتها اعتبرت السيدة علواش فضيلة, رئيسة جمعية التكفل و إدماج الأطفال في حالة إعاقة, أن “إدماج الصغير من ذوي الاحتياجات الخاصة لابد أن يبدأ من داخل أسرته, بتقبل حالته”, وبعدها الوصول إلى مرحلة الإدماج المدرسي والذي يقتضي لضمان نجاحه, “خلق ظروف تساعد على ذلك, من خلال التنسيق بين مختلف القطاعات بما فيها الصحة و التضامن و التربية و التكوين المهني والتعليم العالي”.وأضافت أنه يتعين تحديد مجالات التخصص بشكل “دقيق” لكل من يتقدم للتكفل بهذه الشريحة, حيث “لوحظ” خلال السنوات الأخيرة, اقتحام أشخاص “غير مؤهلين” لمجال التكفل بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة لاسيما عن طريق بعض الجمعيات الناشطة في المجال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى