زامنا مع العطلة الربيعية: تلمسان تتحول لقبلة سياحية بامتياز
توفر ولاية تلمسان على مقاصد ومناظر سياحية ناذرة في العالم تتمثل في اثار ومعالم من مخلفات و شواهد الدولة الزيانية و المرابطية ،ناهيك عن التضاريس الجبلية التي تتخللها الوديان والمغارات والكهوف ناهيك عن الشواطئ الموجودة بها والتي تضفي لمسة جمالية تمزج بين خضرة الغابات وزرقة المياه .
الأمر الذي يجعلها بؤرة استقطاب للسياح ، خاصة بالعطل ، وتزامنا مع العطلة الربيعية تستقطب تلمسان الآن الآلاف من الزوار من كافة ولايات الوطن .
و لعل هضبة لالة ستي التي يعود اسمها إلى إحدى النساء الصالحات الفاعلات للخير والتي تم إنشاء ضريح لها في أعلى المدينة تكريما للخدمات الجليلة التي كانت تقدمها لسكان تلمسان ، و بالرغم من ان تواريخ ميلادها و وفاتها غير معروفين إلا ان ضريح المرأة الصالحة تحول الى مزار لكل من يريد المنطقة لتضاف المرأة الأسطورة إلى ايقونات تاريخ تلمسان من أكثر الوجهات استقطابا للسياح حيث تشهد اكتظاظا كبيرا من الراغبين في الاستجمام والراحة بعيدا عن ضوضاء المدن الغربية للجزائر لاسيما و أنها توفر منظرا جميلا لكل عمران جوهرة الغرب الجزائري تلمسان . من جهة أخرى قصر المشور الذي يعتبر من بين الوجهات المباشرة التي يقصدها الزائر لولاية تلمسان ، هذا الصرح السياحي الذي يحتوي وجهات ومقاصد كثيرة كلها تستحق الوقوف عليها واكتشافها ولعل أبرزها المعلم الأثري الشهير قصر المشور، القصر الملكي الزياني الذي يعود للقرن ال13 وسمي بهذا الاسم لأنه كان مكانا للشورى والحكم الزياني قبل أن يخلفهم العثمانيون الذين ابقوا القصر على حاله إلى غاية فترة الاستعمار الفرنسي اين قاموا بتحويله الى ثكنة عسكرية ،كما تم تدمير نصف القصر وتحويله إلى مستوصف عسكري أما المسجد الملكي الخاص بالقلعة فقد تم تحويله إلى كنيسة. وبقى الأمر على حاله إلى غاية فترة الاستقلال وتحديدا سنه 1992 حيث تم التعرف على ان المستوصف العسكري من بقايا القصر الملكي وفي سنة 2008 بدات الحفريات في هذا المكان حيث تم اكتشاف المخطط العام للقصر والصحن وبقايا الزليج والزخارف وهو ما ساعد في إعادة بنائه وتهيئته و هو الآن يشبه إلى حد كبير قصر الحمراء بغرناطة. ،إضافة إلى شلالات لوريط لامناص من زيارتها ،حيث تدفق المياه من أعالي الجبال وإذا أمعنت النظر جيدا رأيت في أعلى الشلال جسرا تاريخيا في منتهى الروعة وقد بني على نمطه برج ايفل الشهير لان إيفل نفسه من بنى هذا الجسر الرائع.
كما لا يمكن لزائر الولاية إلا أن يزور مغارة بني عاد في أعالي جبال عين فزة التي يتوافد الآلاف من السياح من الجزائر وخارجها يوميا للاستمتاع بجمال الطبيعة الذي ترسمه صواعد ونوازل مغارة “بني عاد”، أحد أبرز المتاحف الطبيعية في البلاد. وحسب خبراء الجيولوجيا، فإن هذه المغارة تصنف الثانية عالميا من حيث الديكور، وتعد الأولى والأجمل في شمال أفريقيا، وأهم ما يميزها هو طولها الذي يتجاوز 750 مترا طولا، وبعمق 57 مترا، وعرض يزيد عن العشرين مترا، مشكّلة بذلك تجاويف وحجرات ذات منحوتات طبيعية، ويمكن للزائر التجول فيها بكل أريحية، عكس بعض المغارات الأخرى الذي يضطر فيها إلى السير داخل الماء، أو السير منحني الظهر بسبب اقتراب النوازل من الصواعد. هذه المغارة التي تم إعادة فتهحها مؤخرا بعد غلق داك اكثر من 10 شهور بسبب الإجراءات الوقائية لجائحة كورونا
هذا وتبقى المعالم السياحية في تلمسان شامخة ومتعددة وتعطي للزائر نكهة بعبق التاريخ خاصة وأن نسبة الآثار تمثل نسبة 75% من مناظر الولاية الأمر الذي زاد من سحرها و جمالها .
أ.صحراوي