قناة التلفزيون “آرتي” تخصص روبورتاجا لكفاح الشعب الصحراوي من أجل الاستقلال

خصصت قناة التلفزيون الفرنسية-الالمانية “آرتي” (ARTE) فيلما وثائقيا خاص بكفاح الشعب الصحراوي من أجل تقرير المصير والاستقلال.
وسلط الروبورتاج الذي يحمل عنوان : “الصحراء الغربية : محاربات الصحراء”, الضوء على إصرار الصحراويين الثابت في نضالهم ضد المحتل المغربي, ويكشف زيف دعاية نظام المخزن وأبواقه الإعلامية فيما يتعلق بحقيقة الحرب التي يخوضها ضد جبهة البوليساريو.
وبدأ الروبورتاج, الذي يدوم 24 دقيقة, من إخراج ريمي كادوريت وجيل جاسر, بمشهد يظهر جنودا صحراويين يقومون بدوريات على طول الجدار الرملي الذي يفصل الأراضي الصحراوية المحتلة عن الأراضي المحررة, وهو الجدار الذي أقامته المغرب لاحتواء الهجمات المتواصلة من قبل أفراد جبهة البوليساريو.
و اكدت قناة “آرتي” في تعليقها المرفق بلقطات الروبورتاج أن مناضلي جبهة البوليساريو يحاربون المغرب منذ خمسين سنة بهدف استعادة الأراضي, التي تم ضمها سنة 1975.
وأكد محمد علي, وهو جندي في جيش التحرير الشعبي الصحراوي الذي يحارب في الصحراء منذ 35 سنة, على صمود وإصرار شعبه من أجل الكفاح وطرد المحتل المغربي من أراضي الصحراء الغربية.
و اكد قائلا : “أبلغ من العمر أكثر من 59 سنة, وأواصل النضال لأنه لا خيار أمامي, والسبب بسيط وهو ان عدونا المغرب يحتل أرضنا, وما دمنا صامدين, سنواصل الحرب, وبعدها سيواصل أبناؤنا وأحفادنا النضال”.
وتناول التقرير بعد ذلك لمحة تاريخية عن النزاع في الصحراء الغربية, مستعرضا نضال الشعب الصحراوي منذ انسحاب القوات الإسبانية عام 1975 بعد أكثر من 90 عاما من الاحتلال.
كما سلط مخرجو الفيلم الوثائقي الضوء على الخطر الكبير الذي يهدد الصحراويين, وهو الألغام, بحيث تم زرع نحو عشرة ملايين منها حول الجدار الرملي الذي شيده المغرب, وهي إحدى أكثر المناطق تلوثا بالألغام في العالم.
وتطرق الوثائقي خصوصا إلى حياة إندوروها فاركون, وهي صحراوية تعمل في مجال نزع الألغام والتي أسست جمعية لمساعدة ضحايا الألغام المضادة للأفراد, وذلك لتجسيد التزام النساء الصحراويات ومساهمتهن في مجالات متعددة, من خلال عملها في إزالة الألغام والتوعية بمخاطر هذه المتفجرات.
وقالت, في هذا الصدد, “أرضنا كلها مليئة بالألغام, وهذا يهدد حياة الصحراويين عندما يذهبون لجلب المياه أو إلى مناطق الرعي. لذلك نذهب إلى العائلات لتحذيرهم من هذه المخاطر”.
كما أبرز المخرجون أيضا أن التزام النساء الصحراويات يمتد إلى صفوف جيش التحرير الصحراوي, وقاموا بزيارة معسكرا للكتيبة النسوية, حيث تتابع نساء تتراوح أعمارهن بين 20 و30 سنة تدريبات بدنية, وتدريبات على استعمال السلاح والإسعافات الأولية.