رشيد مسكين بطل إفريقيا في الملاكمة التايلاندية: العمر مجرد رقم فقط .. و بالإرادة نصنع المستحيل
رشيد مسكين ابن الباهية وهران رياضي محترف في الملاكمة التايلاندية و بطل افريقيا لل WBC المقامة بالعاصمة الإيفوارية أبيدجان مؤخرا. تسمى الملاكمة التايلانية أيضا بـ ال”السيلابا مواي تاي” أو “المواي تاي” أو “البوكس تاي”. و هي عبارة عن فن قتالي تم ابتكاره من أجل الجند وذلك في القرن السادس عشر. اليوم تمارس الملاكمة التايلاندية في العالم بأشمله، و يتطلب هذا الفن المنحدر من “كرابي كرابونج”، لياقات بدنية مثل الخفة، ردود الفعل، القدرة والقوة، كما يتطلب لياقات ذهنية كالاحترام. يلقب هذا الفن بفن الأطراف الثمانية بسبب استخدام اليدين والكوعين والرجلين والركبتين.
من هو رشيد مسكين؟
رشيد مسكين ملاكم محترف في الرياضة التايلاندية أبلغ من العمر 41 من عائلة رياضية وهرانية سنة. متحصل حاليا على شهادة ليسانس من نادي الاتحادية الجزائرية للفول كونتاكت و الكيغ بوكسينغ و الرياضات المشابهة. و صاحب أول لقب جزائري الإفريقي بالمجلس العالمي للملاكمة. حبي لممارسة الرياضة كان منذ الصغر اقتداءا بوالدي الحاج مسكين عميد الجيدو الجزائري و هو من الوجوه التي شرفت الجيدو الجزائري سواء على صعيد النزال أو التحكيم .
كيف بدأت مشوارك الرياضي؟
في سن الخامسة بدأت بممارسة رياضة الجيدو و تحصلت على الحزام الأسود و الملاكمة التايلاندية كانت حلما بالنسبة لي، بدأت ممارستها سنة 2008 بأوروبا كنت أبلغ حينها 27 سنة من العمر، كان لدي ميولا من جهتها خاصة و أن ابن عمي كان ممارسا لرياضة الملاكمة الانجليزية حينها. لم أجد صعوبة في البداية فقد قمت بالتعلم و التدريب لبعض التقنيات الجديدة و كل القواعد اللازمة باعتبار الملاكمة التايلاندية تختلف عن الملاكمة العادية و الملاكمة الانجليزية فهي تعتمد على الأطراف الثمانية من خلال استخدام اليدين الكوعين، الرجلين والركبتين. لأبدأ مشواري في النوادي في الأكثر شيوعا بأوروبا. حيث أحببت هذه الرياضة و آمنت بقدراتي مما أدى إلى النتيجة التي أنا عليها حاليا.
ما هي الألقاب التي قمت بتحقيقها؟
رغم كل الصعوبات التي تلقيتها إلا أنني ذهبت إلى قلب إفريقيا و مثلت بلادي أحسن تمثيل و توجت الجزائر بلقب لأول مرة في التاريخ. عندما كنت بفرنسا تلقيت دعوة من المجلس العالمي للملاكمة WBC لمشاركة إفريقية من أجل الحصول على الحزام لسنة 2021 حيث حققت هذه الأخيرة و لأول مرة لقبين في الوزنين الثقيل و الأكثر ثقلا.
الصعوبات التي تلقيتها في البطولة
الشروط التي ذهبت بها إلى إفريقيا لم تكن بالسهلة للجميع خاصة مع انتشار جائحة كورونا إذ كان من الضروري أن أرجع إلى الجزائر من أجل القيام بكل التعاملات اللازمة و الصعود حيث كانت هنالك محطة توقف واحدة لشق الطريق نحو ساحل العاج و هي “باريس” لذا كانت الرحلة من وهران إلى باريس ثم باريس ساحل العاج. و من المشاكل التي تلقيتها في هذه المشاركة هي عدم استكمال الإجراءات الخاصة بالسفر لساحل العاج للمدرب الخاص بي السيد “حميد بلباشير” و الطبيب الخاص أيضا الأمر الذي جعلني أتعطل في الذهاب، كما قام المجلس العالمي للملاكمة بالضغط علي بضرورة استعجال المجيء أو استبدال الجزائر بدولة أخرى للمنافسة على اللقب. لذا ذهبت لوحدي في انتظار التحاق الآخرين لأجد نفسي وحيدا في ساحل العاج لقرابة 10 أيام تدربت خلالها مرتين و بمفردي إضافة إلى صعوبات عدة و التي تخطيتها بفعل الدعم المادي و المعنوي الذي تلقيته من طرف والدي ” الحاج مسكين”.
يوم النزال كانت المباراة بتوقيت 22.45 في درجة حرارة فاقت 45 درجة مئوية. و رغم كل هذا لم أتراجع أكملت جولاتي الخمس، في الجولة الثانية أصبت على مستوى مرتان، لكنني اعتزمت إكمال المنازلة حتى الأخير و تحصلت على لقب بطل افريقيا خاصة و أن منافسي الطوغولي كان في ظروف غير شرعية بالنسبة للملاكمة. و من هذا المنبر أحيي كل من دعمني من مدربين و مؤهلي الفيزيائي السيد حكيم بوبكي و الوزيرة المكلفة برياضة النخبة السيدة سليمة سواكري و وزير الشباب و الرياضة اللذين قاموا بتوفير كل الإمكانيات من اجل المجيء للجزائر.
حدثنا عن WBC بالجزائر
المجلس العالمي للملاكمة WBC وضع الثقة في شخصي لتمثيله في الجزائر و هو ما نسعى إليه قريبا بعد موافقة السلطات و وزارة الشباب و الرياضة. هدفي الحالي هو إعطاء الفرصة لكل الملاكمين الجزائريين للذهاب للاحترافية لم يكن المدرب محترف فلا بد من إعطائه فرصة ليكون في أكبر اكبر مجلس للملاكمة على مستوى العالم. و إن شاء سننظم بالجزائر ألقاب جزائرية افريقية دولية و عالمية و هم من يأتون عندنا و لسنا مجبرين للذهاب .
هل لديك منازلات مستقبلا؟
مستقبلا لدي نزال على لقب متوسطي و المنظم من قبل لجنة العاب البحر الأبيض المتوسط 2022 و بما أنني رئيس ممثل للـ WBC بالجزائر فإنني بصدد تنظيم أول حزام إفريقي بالجزائر و الذي سيكون في 70 كغ.
كلمة أخيرة
بالإرادة نتحدى المستحيل و العمر مجرد رقم فقط و من هذا المنبر أتوجه بالشكر أتوجه بالشكر الكبير لوالدي الذي كان له الفضل الكبير لما انا عليه الآن فقد كان السند المادي و المعنوي و كل العائلة الكريمة. و اشكر كل الجزائريين داخل و خارج الوطن على مساعداتهم و دعمهم لي من اجل تحقيق هدف واحد و هو رفع الراية الوطنية عاليا و تمثيل الجزائر أحسن تمثيل.
زيدان.ن