رأي

الاتصال العمومي … الاداء والآليات

من المؤشرات المعبرة على الحكامة الرشيدة استثمار الدولة في استراتجيات الاتصال كاحد مرتكزات الاداء التنموي الذي تؤطره كفاءة بشرية ولعل اهتمام الحكومة مؤخرا بالاتصال الحكومي والمؤسساتي يؤشر عن ارادة سياسية هامة لتاطير مسارات الاتصال بين الحاكم والمحكوم ضمن قواعد وتقاليد واضحة تحافظ على كيان الدولة وتعزز علاقة مؤسساتها مع المجتمع والاهم في تقديري ان تنطلق فعلا ورشات وطنية حول الاتصال المؤسساتي على مستويات وطنية ومحلية تضع امام مختلف الفواعل المؤثرة في صياغة المشهد الوطني ثقافة الاتصال الحكومي الهام الذي يجب ان يحقق في الاخير اهدافا استراتجية تنموية بالدرجة الاولى ولعل الاستثمار في وسائل الاعلام الوطنية واستقطابها كمؤسسات اتصالية قبل كل شيء سيفتح افاقا هاما في هذا الموضوع بالذات وهو “الاتصال الحكومي ” الذي يبقى احتياجا تمليه دولة المؤسسات . يعتمد اتصال الحكومة بباقي فعاليات المجتمع خاصة على وسائط فعالة قد تكون وسائل اعلام حديثة تسوق من خلالها الحكومة حتى عبر منصات التواصل لحركة الوزراء وهي حركة للدولة وهي حركة محمية ولا ينشر فيها الا ما يجب ان ويعبر  النشر عن اداء حكومي قبل ان يسوق لجهد شخصي كما يعتمد خروج الوزراء للاعلام وللناس على تقاليد عمل تستدعي ان يستعين حتى الوزراء بطاقم من المستشارين فالوزير مثلا خلال ندوة صحفية يجب ان يحيل ممثلي وسائل الاعلام الى ما تقوم بها الوزارة ليكون هذا الاداء محتوى اعلامي يعالج في قالب مهني ولا يطرح مسؤول كوزير أي انطباع شخصي وهو ممارس لوظيفة سامية ويخاطب في تظاهرة اعلامية رايا عاما وبالتالي يجب ان تكون ثقافة تقديم ما يجب ان يقال ثقافة اتصالية حاضرة في اداء المسؤول حين يخاطب الناس وهذه ببساطة مهارات اتصالية يجب ان تكون لدى المسؤول في أي موقع كان وخاصة في المواقع الاكثر تاثيرا في مؤسسات الدولة منها جهاز الحكومة .يجب ان يتاح لموظفي الخلايا الاتصالية تكوين مهارات على ربط علاقات مهنية مع الصحفيين والمراسلين وتحرير المبادرة لديهم باقتراح مشاريع اعلامية واتصالية تخدم سياسة الاتصال التي تنتهجها الولاية وهي سياسة اتصالية تعتمد على الاجابة على اسئلة عميقة وهي مثلا ..متى يظهر على المستوى المحلي الوالي للحديث امام الناس ..لماذا يظهر …كيف يظهر ..وما المتوقع بعد ظهوره متحدثا عن محتوى قابل للقياس …كل هذه الاسئلة يطرحها مستشار في الاتصال يعتمد عليه والي جمهورية  او وزير ققطاع ويكشف لنا واقع الممارسة وتوصيف الحال اهمية وجود هذا المستوى من الاداء الاتصالي في مؤسسات الدولة الاستراتجية خاصة منها التي تسير الشان العمومي ، وانطلاقا من عرض تجارب ونمادج عن ما يجب ان يكون عليه الاتصال على مستويات مركزية ومحلية فان الدولة في مطالبة بعد مناقشة مخطط الاتصال الحكومي الى ضرورة تحريك استراتجية اتصالية مؤسساتية فعالة في هذا المجال والاستثمار في الكفاءات الاكايديمة والمهنية المتخصصة في الاتصال والاعلام والتي تملك عن رصيد وخبرة مهارات نوعية وهامة في هذا المجال الذي يبقى عموميا ومهنيا بالدرجة الاولى .ان الاتصال الحكومي يبقى من اهم مرتكزات العمل المؤسساتي الهام الذي يجب ان يكون ثقافة وممارسة عالية ومهنية وقد اضحى الاتصال الحكومي احد الالويات الاكثر اهمية لتعزيز علاقة الدولة مع المواطنين وتشكل ايضا من جهة اخرى منصات التواصل الاجتماعي عبر ما يعرض من مضامين ومواد تتسارع تحديا اخر على مؤسسات الاتصال والاعلام التي سخرتها الدولة الجزائرية منها وسائل الاعلام العمومية مثلا التي يجب ان تخاطب الراي العام خاصة التزامات التغطية الاعلامية للموجود والمنشود بل يجب ايضا في مستويات معينة الاعتماد على كفاءات وقيادات اعلامية قادرة على تقديم تصورات ومقاربات مهنية في مجال الاتصال الحكومي والمؤسساتي .يتبع …

بقلم د.محمد مرواني : استاذ جامعي وكاتب صحفي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى