التيك توك والتكوك
بين العالم الحقيقي والافتراضي مسافات زمنية ومكانية غريبة جدا ، فما تراها في الواقع ليس بالضرورة نفسه في الواقع الافتراضي ، الذي تطغى عليه النسبية ، ويعبر عن سلوكات وأفعال قد لا يصدقها العقل ، مؤخرا ناولني احدهم جواله ودعاني للنظر فيما يجري فيه من كوراث، صور وفيديوهات خاصة جدا جدا من افراد وعائلات جزائرية وعربية ، تنشر بكل أريحية ولا أراك الله التعليقات التي لا تستطيع أن تقرأها لوحدك ، ردود ساقطة من الرجال والنساء ، وليت الأمر توقف عند فيديوهات من مراهقين وشباب، بل من عائلات ووفي عمق البيوت وبين الازوج وفي غرف النوم وبين الإخوة والأخوات من نفس العائلة ، انتهاك صارخ للخصوصية إن بقي شيء اسمه الخصوصية أصلا ، كأننا نعيش في مجتمع أخر غير هذا المجتمع العربي المسلم الذي يقوم على الحياء والحشمة والستر- حتى وان ابتلي احدهم بمعصية معينة فليستتر- وتذكرت دون شعور مني كلمة ” التكوك ” التي كنا نراها ونحن صغار حين تقوم البقر بحركات غريبة في عز الصيف وتهرول هاربة ، حيث لا خيار أمامك إلا أن تتركها حرة تمارس جنونها في لحظات معينة تمد إلى دقائق بدون تفسير ، وهو نفس حال بعض القوم في منصة التيك توك اليوم دقائق كارثية كان هؤلاء أصابهم الجنون ، والغريب حين تعود للمصلح في لسان العرب لابن منظور تجد أن كلمة “التيك توك تعني الحمق ” ومنه “تائِكٌ شديد ” أي اشد حمقا يا سبحان الله .
وصد ق من قال التكوك (takok) هو مرض يصيب البقر بالجنون
اما تيك توك (tiktok) هو مرض يصيب البشر بالجنون