رأي

في الليل حكايات تروى

ودعني المشهداني وقد داهمه النعاس ، ثم قال لولا ظلمة الليل وخوفي من صاحب العمارة لحدثتك في السياسىة ـ قلت اتركها للغد ان كان في العمر بقية ..

عدت ادراجي اتخطف الطريق لوحدي اشقها ، اخترق المسافة متأملا الشوارع وقد خلت من المارة وركام مخلفات ” الزبالة ” على اطراف الشوارع ، ماعد ازيز محرك شاحنات النظافة تعبر الطريق وتتوقف الهنية لتحمل ما ترك البشر من مخلفات ، كنت اتابع ذاك الرجل وصحبة ، يجمع ما ترك على الارض فيضع اكثرها في الشاحنة وينتقي بعض الاشياء يضعها بجنب في كيس معلق ، قلت في نفسي يا ترى ماذا يجد في هذه الفضلات ؟ شيء يؤكل مثلا ؟ او يصلح للاستخدام ترك اثره هنا …ربماكانت وجوه عمال النظافة على اثرها بؤس الحياة ومشقة المعيش وقد لاحت اثار لحى خفيفة على محياهم ، اصغرهم تجاوز الخمسين يتحرك بصعوبة في التقاط ما ترك على الارض ، نصف علبة ماء ، كراطين ، اكياس مغلقة واخرى فتحت بمخالب القطط ، وفئران من الحجم الكبير تتحرك هنا وهناك دون حياء او خوف من العدو القديم ، قلت في نفسي مساكين هؤلاء العمال ، يقامون البرد والتعب ورائحة المخلفات معا ، ناهيك عن ما ترك من زجاج او حديد ، او قد يفاجئهم قط مجنون او فار حامل للمرض ، ولكنها الخبزة كما قال المشهداني هي من تقرر ماذا تشتغل ، ويجب ان تصمد وتقاوم لأجل عيون الاطفال الابرياء والزوجة التي تنتظر وقد عاد زوجها بعد منتصف الليل ، بعد ان نام الصغار ووصل هو منهكا ، يغير الملابس ، وقد ينام قليلا لينتظر يوما اخر ، يبيع بعض المخلفات ، ويداهم السوق والمخبزة ، فلا حل لقطع الجوع الا الخبز والخبز فقط .

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى