فيما ينتظر 600 مريض موعدا لإجرائها: استئناف عمليات زراعة قوقعة الأذن قريبا
أكدت البروفيسور سراجي زبيدة رئيسة مصلحة أمراض الأنف و الأذن و الحنجرة بالمركز الاستشفائي الجامعي الدكتور بن زرجب بن عودة بوهران أن قرابة 600 مريض من مختلف الأعمار ينتظر موعدا لإجراء عملية زراعة قوقعة الأذن التي سيتم استئنافها قريبا حيث سيسمح ذلك بالتخفيف و لو قليلا من قوائم الانتظار الطويلة مضيفة أن منهم أطفال متمدرسين و بالغين أصيبوا بالصمم.
و صرحت البروفيسور سراجي ان إعادة بعث عمليات زراعة قوقعة الأذن سيستأنف قريبا بعد توقف قارب العامين بسبب جائحة كورونا نظرا لتجميد عملية استيراد القوقعة من خارج الوطن بشكل مؤقت وأكدت رئيسة مصلحة أمراض الأذن و الأنف و الحنجرة أن قسمها أصبح يستقبل مؤخرا أطفال فقدوا حاسة السمع بصفة مفاجأة منهم من تعرضوا للإصابة بأمراض على غرار التهاب السحايا وهو المرض الوحيد المعروف الذي يتسبب في الصمم مضيفة أنها استقبلت أطفال متمدرسين في الأطوار الابتدائية و المتوسطة و الثانوية و حتى في الجامعة أصيبوا بالصمم التدريجي و حتى التام، دون التعرض لالتهاب السحايا و أضافت أنه رغم عدم معرفة أسباب هذه الظاهرة يتوجب التدخل و إصلاح الأضرار التي أصابتهم و أشارت رئيسة مصلحة الأنف و الأذن و الحنجرة أنه خلال سنتي 2019 و 2020 تم إجراء 125 عملية زرع للقوقعة كللت كلها بالنجاح و التي تشرف شخصيا على إجراءها حيث استفاد منها أشخاص من مختلف الأعمار في حين كانت الأولوية للحالات الاستعجالية لاسيما الأطفال الذين لم يفقدوا النطق مشيرة إلى أن كل الفئات العمرية التي تعاني من فقدان السمع معنية بإجراء هذا النوع من العمليات التي تساعدها على استرجاعه و الاندماج بالمجتمع إذ لا تقتصر عملية زرع القوقعة على فئة عمرية معينة قد لا تتعدى 5 سنوات كما يروج له البعض حيث تحقق عمليات زراعة القوقعة التي تجرى بالمصلحة المذكورة نسبة نجاح تصل إلى 99 بالمائة لجميع الأشخاص الذين خضعوا لمثل هذه العمليات و أكدت الدكتورة سراجي زبيدة أن نجاح هذه العمليات يعطي بلا شك الأمل لأولياء الأطفال الذين يعانون من هذه الإعاقة حيث يشعرهم نجاحها باسترجاع الحياة من جديد و الاندماج بالمجتمع خاصة و أن بعض الحالات التحقت بمقاعد الدراسة و تواصل مشوارها بشكل عادي .
و بخصوص المتابعة الطبية ما بعد العملية أوضحت رئيسة المصلحة السالفة الذكر أن عملية المراقبة و الفحص ما بعد إجراء عملية زرع القوقعة تبقى متواصلة لمدة تقارب السنة لاسيما الأطفال الصغار الذين يحتاجون إلى متابعة من قبل مختصين مؤكدة على أهمية المرحلة الأخيرة من هذه العملية التي تتركز على التكفل بالأطفال من قبل مختصين لتدريبهما على النطق “أرتوفونيا” و متابعة من قبل أخصائيين نفسانيين قصد إدماجهم اجتماعيا و الالتحاق بمقاعد الدراسة فضلا عن الوسط العائلي الذي يلعب دورا كبيرا في علاج الطفل مبرزة الهدف من ذلك عودة الطفل إلى حالته الطبيعية و لم تخفي البروفيسور زبيدة سراجي تعرض بعض الأشخاص البالغين لفقدان السمع بسبب إصابتهم بأمراض على غرار التهاب السحايا و كذا جراثيم خطيرة و هي حالات نادرة .
و صرحت الدكتورة سراجي زبيدة أنه تم إحصاء قرابة 600 مريض الذين تم برمجتهم ضمن قائمة الانتظار للاستفادة من عمليات زرع القوقعة و هو العدد الهائل الذي تم إحصائه منذ بداية الوباء مع توقف إجراء هذا النوع من العمليات التي ينتظر استئنافها قريبا بعد جلب القوقعات من دول مختلفة على غرار استراليا و نرويج و أمريكا و غيرها من الدول مضيفة أن المصلحة تستقطب مرضى من مختلف ولايات الوطن حيث هناك حالات توافدت من شرق البلاد على غرار تبسة و سطيف و عنابة وغيرها من الولايات و حسب المختصة فإن التشخيص المبكر للأطفال على مستوى مصالح و وحدات الأطفال حديثي الولادة هو الوسيلة الأنجع لتجنيبهم الصمم و إعاقة قد تكون مستديمة .
و يذكر أن أول عملية لزراعة قوقعة الأذن أجريت سنة 2013 على مستوى المركز الاستشفائي الجامعي و استفاد منها طفلين .