مصادر تكشف كل شيء بخصوص خرجة “الإسبان” و لماذا الآن ؟..مصلحة إسبانية أو إبتزازي غربي مدروس للجزائر ؟..ماهي حسابات هذه الأطراف ؟..الرد الجزائري سيكون بهذه الطريقة وضمن هذا الإطار
خلافا للكثير من الجزائريين و الإخوة العرب و دعاة العدالة والتحرر و المساواة بالعالم ممن تفجأوا من “قرار ” حكومة “سانشيير “الإسبانية بخصوص قضية الصحراء الغربية ، نحن هنا بهذه الصحيفة الإلكترونية ” الجزائر الآن ” كتاباتنا والحمد لله لازالت تشهد على ما قلناه في “إفتتاحيتين” الأسبوع الفارط .
واحدة كذبنا فيها الخبر الذي نشرته صيحفة “الموندو” الإسبانية، و الذي قالت فيه أن وزير الطاقة “محمد عرقاب” حذر نائبة رئيس الوزراء الإسباني من إعادة بيع الغاز الجزائري من الأراضي الإسبانية.
و قلنا أن الوزير عرقاب لم يتحدث لا من قريب و لا من بعيد حول هذه المسألة مع المسؤولة الإسبانية.
بل قلنا بأن كل ما أصبح ينشر بعدد من وسائل الإعلام الإسبانية حول هذه المسألة هو سيناريو محبك جيدا من طرف المخزن حول الأنبوب الذي أطلقنا عليه بهذه الصحيفة تسمية الأنبوب ” الميت “، والذي عندما كان “حيا” كان ينطلق من الجزائر و يعبر المغرب ويصل إسبانيا .
وقلنا أن الخبر “كاذب” و الهدف منه محاولة الضغط وإبتزاز الجزائر لا أكثر ولا أقل .
كما قلنا في ذات “الإفتتاحية” بأننا نتوقع أن يكون هناك شيء ما يطبخ في الغرف المظلمة الإسبانية بالتنسيق مع المخزن، وربما اللوبي الصهيوني الضاغط بإسبانيا خصوصا وأروبا عموما ، وفعلا ماكان.
و جاء بيان “الإنبطاح” لرئيس الوزراء الإسباني “سانشيز” و الذي نام وإستيقظ فإقتنع ويريد إقناع الشعب الإسباني معه بأن “الحكم الذاتي” هو الخيار الأفضل و المناسب و المعقول للشعب الصحراوي المستعمر من طرف الإحتلال المغربي .
“سانشيز” رئيس الحكومة “الإنبطاحية” الإسبانية لم ينم و إستيقظ و أرسل رسالة إلى “محمد السادس” بأن “سبتة” ومليلة الأفضل لهما أن تعودا لبلدها الأم” المغرب” وأنه قرر أن يتنازل على الجزيرتين المغربيتين التي كانا ولازالا يستعمرها ” سبتة وميليلةـ لصالح المغرب، و الأخير يتفرج على أراضيه المحتلة ليلا ونهارا دون أن يحرك ساكنا.
كما أن البيان الملكي المغربي لم يزف خبرا سارا لشعبه بوصوله إلى إتفاق مع رئيس الحكومة الإسبانية “سانشيز” لإسترجاع أراضيه ” سبتة ومليلة ” و بالتالي عودتهما للبلد الأم، بل زف لشعبه خبرا سارا ـ حسب إعتقاده ـ يحمل عنوان ” الريح في الريح ” و أن إسبانيا ترى بأن الحكم الذاتي هو الخيار الأنسب والواقعي لقضية الصحراء الغربية. رغم أن القضية مصنفة في الأمم المتحدة أنها قضية “تصفية إستعمار” . وبالتالي ما يزيد أو ينقص موقف المملكة الإسبانية مع المملكة المغربية في قضية الصحراء الغربية، إذا كان “ترامب” ولم يزدها شيئا و ما قرار الكونغرس الأمريكي الأخير إلا خير دليل .
***
تعمدت قبل كتابة هذه الإفتتاحية اليوم أن أجري العديد من الإتصالات مع عدد من المصادر “المسؤولة” بل بعضها مسؤولة جدا ، فلم أجد مصدرا مسؤولا واحدا ممن تحدثت إليهم قال لي خيرا في المسؤوليين الإسبان خصوصا وفي السياسية الخارجية الإسبانية مع الجزائر عموما ، بل جميع من تحدثت إليهم والله شاهد على ما أقول أكدوا لي أنهم لم يتفجأوا تماما لخرجة الحكومة الإسبانية لأنهم شركاء غير موثوق بهم وغير جديين ،و أن الجزائر و بالتالي مسؤولينا يتعاملون بحذر شديد وفي جميع الملفات التي تطرح للنقاش والتفاوض على الطاولة بين الجانبيين “الجزائري والإسباني”، كون “الإسبان” يريدون بيع كل شيء للجزائر والسعي للجعل من السوق الجزائرية “بزار” إسباني بإمتياز، و لا يريدون من الجزائر إلا أن تصدر لهم الغاز وبالسعر الذي يناسبهم أي ” أقل سعر ” .
و إستدل أحد “المصادر” الذي تحدثت إليها بتبيان الفارق بينهم وبين الشركاء “الإيطاليين” و الذين على سبيل المثال لا الحصر إستثمروا منذ صدور قانون المحروقات الجديد بالجزائر مبلغ مليار و 400 مليون دولار ، فيما لحد الساعة ومنذ صدور ذات القانون ـ قانون المحروقات ـ الإسبان لم يستثمروا أي سنتيم بالجزائر ،ما يبين بحسب ذات “المصدر” التفكير والعقلية و النظرة الإسبانية تجاه الجزائر بخلاف الإيطاليين، الذين وصفتهم جميع مصادر “الجزائر الآن” المسؤولة و المسؤولة جدا بالشركاء الجديين الموثوق بهم .
مصادر “الجزائر الآن” كشفت أن الجزائر وإسبانيا وقعتا 3 عقود بيع وشراء للغاز عن طريق أنبوب ” ماد غاز ” الذي يمر بالبحر، و آخر العقود الثلاثة ينتهي أواخر 2030 و يحق للجانب الإسباني الحصول على 8 ملايير متر مكعب من الغاز سنويا.
كما يحق له المطالبة ب 2 مليار متر مكعب كل السنة أي ما مجموعه 10 مليار متر مكعب.
أما “إيطاليا” الشريك الموثوق به والمحبذ لدى الجزائريين ، فيحصل من الجزائر على 23 مليار متر مكعب من الغازكل سنة ، وخلافا لكل ما يروج ويقال لازالت إسبانيا تشتري الغاز الروسي بصفة عادية .
***
نعتقد جازميين بهذه الصحيفة الإلكترونية بأن “إسبانيا” بخرجتها هذه ومعها “الغرب” عموما يسعى للضغط على “الجزائر” بخصوص الحرب الروسية الأوكرانية بعدما إقتنع الغرب عموما بأن الجزائر لن تجر من ذيلها لإتخاذ مواقف تخدم هذا الغرب على حساب مبادىء و قيم الجزائر وسياستها ومصالحها الخارجية .
لا نحتاج طبعا هنا الإشارة أن روسيا تعتبر بمثابة حليف إسترتيجي موثوق به بالنسبة للجزائر ومنذ الإستقلال ، فرغم تغير رؤساء الإتحاد السوفياتي سابقا لم تتغير معاملتهم التفضيلية مع الجزائر ـ على الأقل في مجال التعاون العسكري و بيع الأسلحة ـ والعكس صحيح ،و خير دليل على ذلك أن 80 بالمائة من أسلحة الجيش الوطني الشعبي مصدرها روسيا والأخيرة ـ روسيا ـ لا تتوانى في تزويد سليل جيش التحرير الوطني بأحدث الأسلحة التي لا تبيعها إلا للحلفاء الموثوق بهم و الذين يعدون على الأصابع .
***
كم كانت فرحتي كبيرة اليوم و أنا أقرأ البيان المشترك للخارجية الجزائرية والصينية بخصوص الحرب الروسية الأوكرانية و بخصوص الشراكة المشتركة بين بلدنا والصين. ولن نعلق أكثر على البيان المشترك لأننا أعطيناه حقه وزيادة بهذه الجريدة الإلكترونية.
***
نعتقد بأن اللوبي الصهيوني بإسبانيا خصوصا والغرب عموما كان له دورا بارزا في تغيير موقف حكومة “سانشيز” الإسبانية، فهذا اللوبي الذي أصبح تقريبا الآمر الناهي بمملكة “محمد السادس”، من دون شك لن يتوانى على عقد تحالفات شيطانية للتآمر على بلد الشهداء لصالح نظام المخزن المعروف بالعمالة للغرب .
كيف لا تتأمر إسرائيل” “الهمجية” التي تحتل فلسطين “الأبية” مع المملكة الإسبانية لصالح المملكة المغربية وهم جميعهم يشتركون في حمل لقب ” مستعمر”
“الأول يستعمر” “فلسطين” و”الثاني” يستعمر “سبتة ومليلة” والثالث “الصحراء الغربية” و بالتالي الطيور على أشكالها تقع .
***
لا نستبعد بهذه الصحيفة الإلكترونية بأن ما قامت به “إسبانيا” والذي تزامن مع قرار الكونغرس الأمريكي فصل المساعدات التي تقدم للصحراء الغربية عن تلك التي تقدم للمغرب في فصل قانون المالية لسنة 2022 بأنه يدخل في إطار ” الخبث” الغربي ،وهو ما يعرف بتكتيك “تبادل الأدوار” لا أكثر ولا أقل لتأزيم القضية أكثر فأكثر .
و بالتالي لا نستبعد أن يكون هناك تنسيق مسبق بين الطرفيين الإسباني و الأمريكي في ملف الصحراء الغربية .
فليس من المنطق شيء في علم السياسية أن يأتي القرار الأمريكي بعودته لإحترام الشرعية الدولية فيما يخص القضية الصحراوية و في نفس التوقيت تقريبا يطل علينا “سانشيز” الإسباني من نافذته الحكوميه ليخبرنا بأنه أرسل ساعي البريد من مدريد إلى الرباط ليوصل رسالة إلى محمد السادس مفادها “نظرتك صحيحة” لحل أزمة الصحراء الغربية أو بإختصار ” أنا مع إحتلالك للصحراء الغربية ” وهو التعبير الأصح والأدق .
لا نريد تحليل الموقف الأمريكي من الصحراء الغربية لأننا لسنا مع الأولئك الذين يهللون لبيان “الكونغرس” الأمريكي الأخير المعترف بالشرعية الدولية و قانون المجتمع الدولي ـ رغم أننا نباركه ـ .كما أننا لم نكن أبدا مع أولئك الذين إعتقدوا و تشائموا كثيرا بعد تغريدة الرئيس الأمريكي “ترامب” بشأن إعترافه بمغربية الصحراءـ رغم وقوفنا الواضح ضده ـ .لأننا نعتبر ما قام به “الكونغرس” و ما قام به “ترامب” ما هو إلا تطبيق لسياسية” شد ورخي الحبل” أو بتعبير أخر “دس العسل في السم” والتشبيهان صحيحان .
“ترامب” لم يمنح “محمد السادس” والمغرب شيء ،و الكونغرس الأمريكي لم يدعم الصحراويين دعما واضحا وموقفا صريحا ، وبالتالي نقول أيضا أن هذا يدخل في خانة “تأزيم” أكثر فأكثر عن طريق ” تبادل الأدوار ” لا أكثر ولا أقل .
تابعوا جيدا ما نقوله في هذه الصحيفة الإلكترونية و سجلوه عنا و حاسبونا عنه ، ليس من المستبعد أن تغير” إسبانيا” موقفها مجددا من القضية الصحراوية في قادم الأيام والأشهر ، بعدما تتيقن بأن لعب ورقة الصحراء الغربية مع الجزائر قد سقطت في الماء. فالجزائر التي لم تنجح قوى العالمية في إبتزازها وتركيعها ومن ثمة إسقاطها ” من دون شك لن ينجح “الإسبان” ولا غيرهم في ذلك، والنتيجة محسومة.
لا نستبعد بتاتا أن تقول “إسبانيا” في بيان لها في وقت لاحق بأن “موقفها” حول الصحراء الغربية قد فهم بالخطأ، أو هناك “سوء فهم” في الأمر ، وأنهاـ إسبانيا ـ ستسعى جاهدة ضمن قرارات الشرعية الدولية لتسوية القضية .
وبالتالي تعود مجددا لموقفها السابق من ذات المسألة ،تماما كما يريد أن يفعل الآن الرئيس الأمريكي “جو بايدن” و الحزب الديمقراطي بالكونغرس مع مخلفات ” تدوينة ” الرئيس السابق “دونالد ترمب ” والحزب الجمهوري بإستثناء عدد من الفاعليين منهم.
بمعنى دائما تطبيق قاعدة “تبادل الأدوار” و”تأزيم القضايا” التي يتقنها الغرب جيدا وبحسابات دقيقة تخص الزمان والمكان كونها صادرة من مخابر مختصة وليست ” قرارات منفردة ” كما يضن البعض عندنا بالجزائر خصوصا وبالوطن العربي عموما وهو فهم سطحي بعيد كل البعد عن عمق الواقع .
***
الجزائر كما يعلم الجميع بعد الموقف الإسباني الغير مفاجيء في المخابر الجزائرية قامت بإستدعاء سفيرها بمدريد للتشاور .
أما من يريد معرفة الرد الجزائري على خرجة حكومة سانشيز فنقول له بأن الجزائر أذكى وبكثير ممن يعتقد هؤلاء لأنه ببساطة القضية مدرجة بالأمم المتحدة على انها قضية تصفية إستعمار .
فمجلس الأمن الدولي اعتمد نهاية شهر أكتوبر 2021 القرار “2608 ” الذي جدد بموجبه تفويض بعثة الأمم المتحدة للإستفتاء حول الصحراء الغربية ، فأي وزن سياسي بقي لرسالة “سانشيز” ” الوسخة ” التي ستمزقها أيادي أخرى إسبانية بعدما تدرك بأن ” الجزائر نظيفة ” و لا تقبل “الوساخة”.
الجزائر أرض طاهرة ولا تقبل إلا الطهرة و أرض الشهداء ولا تقبل الغزاة و المحتليين ولا تقدرهم ولا تلتفت إليهم، لأن طريقها واضح ومستقيم ونظيف أيضا ، وتدرك متى وكيف تزيل “الأوساخ” من طريقها .
تذكروا جيدا ما نقول ،العالم بعد أزمة كورونا و الحرب الروسية الأوكرانية ليس مثل ما قبله ، فلعبة الكواليس كبيرة وكبيرة جدا ، و شرحنا ذلك في إفتتاحية الأمس . فالعالم الآن أصبح معقد ومعقد جدا و في نفس الوقت سهلا للفهم إذا كانت النظرة سليمة ،ونظرة الجزائر سليمة لاترى رسالة “سانشيز ‘تماما بل رؤيتها بعيدة و صحيحة ..و الأيام بيننا