التراث العالمي للإنسانية… 6 ملفات جزائرية على قائمة اليونسكو
ذكرت مراجع متطابقة، اليوم الجمعة، أنّ القائمة الإرشادية المؤقتة لمواقع التراث العالمي لليونسكو، تضمّ ستة ملفات خاصة بالممتلكات الثقافية المادية الجزائرية، وتشمل واحات ومواقع حضرية ومسارات موضوعاتية وحتى نصب جنائزية قديمة تمّ ترشيحها ليتم إدراجها في التراث العالمي للإنسانية.
وتضمّ هذه القائمة وفقا لاتفاقية 1972 أيضا ملفات “واحات الفقارة وقصور العرق الغربي الكبير” و”المواقع و الأماكن و المسارات الأوغستينية بالمغرب العربي الأوسط” و”ندرومة ومنطقة ترارة” و”واد سوف” و”الضريحين الملكيين النوميدي والموريتاني والنصب الجنائزية لفترة ما قبل الإسلام وكذلك “حظيرة الأوراس ومراكز الواحات لأخاديد الروفي و القنطرة” .
وفي سجل الممارسات الحسنة أشارت منظمة اليونسكو إلى “برنامج تثمين مدينة بجاية التاريخية” وبرنامج التسيير المستدام للتراث العالمي الذي أطلق في قسنطينة في عام 2002 وبرامج لحماية وتطوير وترقية تقنيات البناء التقليدية في وادي ميزاب إضافة إلى البرامج المحلية حول التوعية والتعلم المحلية بكل من مدينتي جميلة وتلمسان.
وتزودت الجزائر منذ أكثر من عشرين سنة بأداة قانونية متمثلة في القانون 98-04 المتعلق بتحديد التراث الثقافي للأمة و القواعد العامة لحمايته والحفاظ عليه وتطويره مما يسمح بالتصنيف النهائي لمئات المواقع والممتلكات الثقافية في السجل الوطني والمحلي.
وقامت الدولة الجزائرية ممثلة بوزارة الثقافة والفنون بالتنسيق مع وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج بتنفيذ مشروع للحفاظ على التنوع البيئي الذي يكتسي أهمية عالمية والاستخدام المستدام لخدمات الأنظمة البيئية في الحظائر الثقافية الجزائرية.
واستمر هذا المشروع طيلة عشر سنوات بالشراكة مع صندوق البيئة العالمي (FEM) وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية (PNUD) في الحظائر الثقافية الخمسة التي تمّ إنشاؤها منذ الاستقلال.
مسار طويل من العمل الحثيث
عملت الجزائر على إدراج أول ممتلكاتها الثقافية على المستوى العالمي، ويتعلق الأمر بـ “قلعة بني حماد”, بمدينة المسيلة, وهو موقع أثري يعود تاريخه إلى أول عاصمة للحماديين التي تأسست في القرن الحادي عشر والأول الذي أدرج ضمن هذه القائمة سنة 1980, ليكون “من المواقع الأثرية الأبرز والأكثر أهمية والذي يعود بشكل أدق للحضارة الإسلامية”, بحسب منظمة اليونسكو.
وبعد سنتين من ذلك, قدمت الجزائر احد ملفاتها الأكثر أهمية والمتمثلة في الطاسيلي ناجر الذي يشبه منظره لسطح القمر و هو ذو قيمة جيولوجية كبيرة يضم إحدى أهم مجموعات فن المنحوتات الصخرية لما قبل التاريخ في العالم, حيث يحتوي على أكثر من 15000 من الرسومات والنقوش المدرجة ضمن التراث العالمي، إلى جانب توفره على معلومات عن التغيرات المناخية و هجرة الحيوانات وتطور الحياة البشرية, تم تصنيف الطاسيلي ناجر كمحمية طبيعية ضمن المحيط الحيوي بالنظر إلى تنوعها الطبيعي ونظامها البيئي وثروتها الحيوانية والنباتية ومناطقها الرطبة.
أما وادي أهرير الذي يتوسط جبال الطاسيلي والمصنّف كذلك موقع رامسار (منطقة رطبة ذات أهمية دولية سيما بوصفها موئلا للطيور المائية)، فيشرف على تسييره وحمايته, ديوان الحظيرة الوطنية الثقافية للطاسيلي.
وتمّ في ذات السنة تصنيف ثلاثة من أجمل وأكبر المواقع الشاهدة على الحقبة الرومانية القديمة ويتعلق الأمر بمواقع “جميلة” أو كويكول القديمة بسطيف, و”تيمقاد” بباتنة, وهي أمثلة ساطعة عن فن العمران الروماني و”تيبازة” وهو الموقع الوحيد الساحلي الذي يضم مجموعة من الآثار الفينيقية والرومانية والبيزنطية ومواقع محلية مثل ضريح كليوباترا سيليني.
ومن المواقع الأثرية القديمة المصنفة في سنة 1982ي هناك واد ميزاب, الذي يعتبر أول مركز تاريخي جزائري مأهول الذي أدرج ضمن تراث الإنسانية لاحتوائه على خمسة قصور, متناغمة تماما مع البيئة و مصممة للحياة الجماعية و التي تبقى تشكّل مصدر الهام للمختصين في التخطيط الحضري, و قد تم تكليف ديوان حماية وادي ميزاب وترقيته بتسيير هذا الموقع والحفاظ عليه.
وفي سنة 1992, صنفت بالقائمة “قصبة الجزائر” المدينة المتوسطية بامتياز, تقديراً لمساجدها وقصورها ومواقعها الأثرية وتصميمها العمراني التقليدي.