بن سعادة يكشف تلاعب الغرب بخوارزميات ال”نت” لإخفاء الحقائق…ميشيل كولون يجتهد في تشفير حرب الصورة
يجتهد الخبير الجيوسياسي “ميشيل كولون” حسبما جاء في كتابه الأخير الذي عنونه “حرب الصورة” في فك شيفرات هذا النوع من الحروب التي تتزامل مع نظيرتها من حروب الجيل الرابع.
و أثنى ذات الخبير من خلال الحوار الذي أجراه مع صحفية روسية مؤخرا ضمن منصة الحوار الفرنسي الروسي على المجهودات الجبارة التي قام بها الباحث الجزائري “أحمد بن سعادة” في الكشف عن تلاعب الغرب يخوارزميات ال”نت” عبر عمل مخاباراتي متقن,من أجل طمس الصفحات التي تكشف الحقائق مشيرا, بأن “أحمد بن سعادة” كشف المستور من خلال كتاب مشترك لما يحاك عبر تحالف منصات مثل “فايسبوك” و غوغل” و “يوتيوب” مع جهات مخابراتية عالمية من أجل خدمة السياسات الغربية على حساب باقي دول العالم.
و يرى “ميشيل كولون” أن التلاعب بالصور خلال الحروب يمكن أن يحول الشيطان إلى ملاك في نظر المتلّقي الذي أعاب عليه لعب دور المشاهد فقط,دون التدقيق في ما وراء الخبر الذي يريد من خلاله الغرب تكريس هيمنته و سيطرته على العالم.
و يضيف بشأن ذلك أن العالم بأسره خصوصا المتلّقين للأخبار في فرنسا و بلجيكا على وجه التحديد تم تغليطهما فيما يخص إحدى الصور التي تم إلصاقها مع أحد المقالات قبيل إندلاع حرب أوكرانيا,و التي صورت فتاة صغيرة و هي توّدع والدها و هو يهّم بالإنضمام إلى صفوف المدافعين عن كييف.
و عّبر المستهلكون لهذا الخبر بتعاليق عاطفية عن تلك الصورة,التي تزاملت مع المقال بينما تم كشف حقيقة تلك الصورة بعدها بأنها تعود لجندي روسي,و هو يقوم بتوديع إبنته للذهاب من أجل القتال ضد قوات “زيلينسكي”,و هو ما يعني إنقلاب المعنى و المفهوم سوية.
و رغم انكشاف خداع صحيفة “ميترو” التي سّربت تلك الصورة,إلا أنه لحد الآن لم يصدر و لا اعتذار عن تلك الخديعة,و بقيت أذهان القرّاء عالقة بالعاطفة التي تولدت عن تلك الصورة المفبركة.
و من خلال التحقيقات الإستقصائية التي كشف عنها “ميشيل كولون” في كتابه الأخير “حرب الصورة” يظهر أن الولايات المتحدة تسعى بكل ما أوتيت من قوة لكبح جماح الإستفاقة الروسية,من خلال تزكية الأزمة الأوكرانية كنوع من رّد الصفعة التي تلقتها أمريكا في سوريا نظير التدخل الروسي الذي قلب نظام التوازن في منطقة الشرق الأوسط.
و أعاب من خلال ما توصل إليه “ميشيل كولون”من كشف للمستور على عدم تحرك الآلة الدعائية الفرنسية و البلجيكية للتنديد خصوصا أمام تصريحات “جورج فريدمان” أحد مفكري البيت الأبيض و البنتاغون الذي قالها صراحة خلال عام 2015 أن “أمريكا تسعى لرّد الصفعة لروسيا من خلال تدخلها في الشأن السوري”,أين كان يهدف الأمريكان لإسقاط نظام بشار الأسد.
و يضيف ذات الخبير متحدثا للصحفية الروسية التي أجرت معه حوارا إستثنائيا مطولا,أن الغرض من وراء إشعال فتيل الأزمة الأوكرانية كان ذو دوافع اقتصادية أيضا,حيث تطلعت من خلاله أمريكا و بريطانيا إلى قطع دابر العلاقات بين ألمانيا و روسيا على وجه التحديد,من خلال أزمة الغاز الروسي التي انعكست سلبا بدورها على باقي دول الإتحاد الأوروبي,و كل ذلك لأجل تسويق الغاز و باقي المنتجات الأمريكية كبديل.
و من خلال كتاب “حرب الصورة” دائما فإن “ميشيل كولون” وصف السياسة الأمريكية بأنها تصطّف حتى مع الشيطان من أجل قضاء مآربها,ضاربا المثل بتحالف أمريكا مع “داعش” لتحطيم سوريا و أيضا مع القاعدة لأجل إفناء العراق.