مجتمع

قالمة: حكيمة قرابصية ..امرأة أخرجت المقاولاتية النسائية من صورتها النمطية

نجحت حكيمة قرابصية من ولاية قالمة في إنشاء وحدة لإنتاج الآجر والقرميد الصناعي بالولاية و فرضت نفسها في السوق كما ساهمت في توفير عدة مناصب عمل دائمة, فأصبحت بذلك نموذجا يستحق الاقتداء لامرأة أخرجت المقاولاتية النسائية من صورتها النمطية البسيطة وأعطتها بعدا جديدا يعزز مكانة المرأة في المجال الاقتصادي.

و تعود بدايات قصة حكيمة المولودة سنة 1971 و الحائزة على شهادة في المحاسبة, الى سنة 2014 حين “اقتحمت عالم الأعمال من بوابة الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب حينها من خلال إنشاء مؤسسة مصغرة تنشط في مجال الإنتاج الصناعي لمنتجات الطين غير المقاوم”.

وتخصصت حكيمة التي تحدثت لوأج بمناسبة اليوم العالمي للمرأة المصادف للثامن مارس من كل سنة, في صناعة عدة أنواع من قرميد الزينة وذلك على مستوى المنطقة الصناعية بحي الإخوة رحابي بالضاحية الشرقية لعاصمة الولاية و التي تعد من بين أولى التجارب التي تخوضها امرأة في العالم الاقتصادي بديلا عن ورشات الخياطة و صنع الحلويات والطرز التي لازمت صورة المرأة المنتجة لسنوات طويلة.

 من بداية صعبة إلى توفير 30 منصب عمل دائم

وتعترف صاحبة الوحدة الإنتاجية بأنه “رغم البداية الصعبة للمشروع إلا أنه مع مرور الوقت تحولت هذه المؤسسة الصغيرة إلى وحدة إنتاجية تشغل حاليا 30 عاملا من رجال و نساء زيادة على توفيرها منتوجا تنافسيا بجودة عالية جعلته مقصدا لكثير من الزبائن عبر كل ولايات الوطن”.

ورغم كل الصعوبات التي أحاطت بالسيدة حكيمة منذ بداية نشاطها إلا أنها اعتبرت أن استغلالها “الجيد” للخبرة المهنية التي اكتسبتها كمحاسبة لمدة 10 سنوات في إحدى المؤسسات الناشطة في قطاع الخزف جعلها تتسلح بالشجاعة وروح المغامرة لتواصل قيادة سفينتها إلى بر الأمان وتنجح في إرساء دعامات قوية لوحدتها الإنتاجية التي أصبحت مصدر قوت لعشرات العائلات.

وتؤكد المتحدثة بأنها عاشت تفاصيل ولادة مشروعها منذ البداية ورعته فأعطته كل وقتها وجهدها وحمته من كل الأخطار المحيطة به إلى أن كبر, مبرزة أن البدايات الأولى كانت تقتصر على إنتاج نوع واحد من قرميد الزينة المستعمل في تزيين الشرفات والواجهات بكميات قليلة لكن حاليا أصبح المصنع ينتج 3 أنواع كاملة وبكميات تغطي احتياجات السوق الوطنية.

وتشير إلى أنها لحد الآن ما تزال تواجه الكثير من الصعوبات في مقدمتها عدم توفر الوحدة على مقر خاص بها ولجوئها إلى استئجار الفضاء الذي تمارس فيه نشاطها مما وضع على كاهلها “تكاليف مالية ثقيلة”, مضيفة بأن هناك صعوبات أخرى تتعلق باعتمادها على مادة أولية مستوردة من الخارج تخضع فيها للأسعار التي يفرضها المستوردون.

و تحدثت الموقاولة عن ما اسمته “المنافسة غير النزيهة لبعض الورشات غير المعتمدة” التي تقوم بإنتاج منتوج مشابه لقرميد المؤسسة وطرحه في السوق بأسعار أقل, و ما لذلك من تداعيات على تجارتها.

وبنظرة حالمة تتطلع حكيمة إلى آفاق مستقبلية عالية السقف من خلال رسمها لمشروع توسعة نشاط الوحدة الحالية يؤهلها لتكون رقما أساسيا في معادلة إنتاج وتسويق أنواع كثيرة من منتجات القرميد والآجر.

و في هذا الصدد, كشفت السيدة حكيمة أن السلطات الولائية مكنت المؤسسة من الحصول على قطعة أرضية في إطار الاستثمار لإقامة المصنع مبرزة بأنها “تعمل حاليا على إتمام الإجراءات الإدارية لقطعة الأرض بغرض الانطلاق في أسرع وقت في إقامة المشروع”.

و بالنسبة للسيدة قرابصية فقد تمكنت بعد أكثر من 6 سنوات من قطع نصف الطريق من خلال تسديد جزء هام من ديونها لدى البنك وزيادة إنتاجها الذي صاحبه ارتفاع في عدد مناصب العمل الموفرة مما جعلها “تصنع لنفسها سمعة جيدة في الأوساط الإدارية والمحيط الاقتصادي ومكنها من انتزاع عدة جوائز محلية ووطنية في مجال المقاولاتية النسوية “.

وتؤكد بأن “نصف الطريق المتبقي سيكون من خلال إتمام تسديد كل القروض التي حصلت عليها للانطلاق في مشروع توسعة وحدة إنتاج القرميد والآجر من خلال استغلال القطعة الأرضية الممنوحة لها وبالاعتماد دوما على مرافقة الوكالة الوطنية لدعم و تنمية المقاولاتية (أونساج سابقا)”.

ويقف كل زائر لوحدة إنتاج القرميد والآجر على درجة الانضباط والتفاني في العمل لكل العمال كل في منصبه بداية من تعبئة المادة الخام من الطين وحملها نحو آلات العجن والقولبة وصولا إلى الأفران الحارة ثم في آخر مرحلة تزيين وطلاء المنتوج وتعبئته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى