يرجع تاريخها إلى العهد الزياني : درب سيدي حامد بوسط تلمسان فضاء تجاري وسياحي يحتاج إلى التفاتة من طرف السلطات
يستقطب درب سيدي حامد الذي يتوسط مدينة تلمسان القديمة إقبالا للآلاف من الزوار و السواح من مختلف أنحاء الوطن طلبا للألبسة التقليدية ومختلف المنتجات التي تشتهر بها مدينة تلمسان خاصة خلال العطل منها الربيعي التي تعرف فيها تلمسان إقبالا كبيرا للزوار خاصة مع تحسن الوضع الصحي ، حيث صار هذا الفضاء التجاري ينافس أشهر المناطق السياحية بالولاية بفعل الإقبال الكبير والاكتظاظ الدائم لازقة السوق الضيقة ،الأمر الذي يستوجب إلتفاتة السلطات للرفع من مستوى السياحة في هذه الولاية . هذا السوق المسمى بالقيصرية نسبة الى القيصريات العثمانية و الأندلسية لما يعرض فيها من ملابس تقليدية راقية التي تشتهر به عاصمة الزيانيين لما يعرض بمحلاته من منتجات متنوعة لاسيما التقليدية المميزة للمنطقة ما يجعل هذا الفضاء التجاري الأشهر بالولاية ويشهد حركية واسعة لزوار تلمسان من داخل الوطن وخارجه ، الذين يستغلون نزولهم بتلمسان لقضاء العطلة من اجل شراء الهدايا والذكريات وحتى التمتع بالمعروضات المتنوعة من ألبسة ومصاغ وافرشة تقليدية تمزج بين الحاضر وعبق التاريخ ،أو التمتع بالمناطق التاريخية والتي شهدت الحضارات التي مرت بتلمسان في فترات متعاقبة على غرار المرينين والسعدين وحتى الحفصين ، والتي تركت أثارا وشواهد بالمهن والحرف التي كانت تمارس بها وحافظت على أسمائها إلى اليوم . السوق هو الأشهر على المستوى الوطني وحتى خارجه فهو يشبه سوق مدينة تونس القديمة الواقع بين باب البحر وجامع الزيتونة ، ويرجع تاريخ السوق حسب قدماء تلمسان إلى العهد الزياني ، حيث لا تزال محلاته القديمة والضيقة وأزقته المنحدرة التي تبدأ من المجسد الكبير أو البلاص كما يعرف لدى عامة التلمسانيين إلى غابية باب سيدي بومدين حيث يتربع على حوالي 06 هكتارات تتوزع على درب سيدي حامد الرئيسي وجملة من الدروب التي تشكل قيصريات تبيع الملابس التقليدية الشهيرة على غرار الشدة التلمسانية المصنفة عالميا كتراث مادي يرمز إلى تلمسان و الكراكو وهو لباس تلمساني قيم وكذا ” الجس والقفطان التلمساني الشهير الذي يجمع بين حضارات الأندلس وحضارة المغاربة و هناك أيضا البلوزة التي تشتهر بأغلب مناطق الغرب الجزائري كتلمسان ووهران هذا حيث تتنوع أثمان الكراكو التلمساني حسب النوعية من القماش والطرز بالخيط الذهبي حيث نجد كراكو المجبود و كراكو الفتلة أو ما يعرف بالكنتير الذي يصحب بسروال عريض يشبه سروال العاصمة التقليدي يسمى سروال الشقة إضافة إلى صناع الذهب الذين زينو الأزقة بصفتها حرفة قديمة متوارثة لذى بعض العائلات التلمسانية ابا عن جد تضاف إلى صناعة و المنسوج و الحايك بنوعية المرمة و العشعاشي الذي تشتهر بها تلمسان ، هذا ويزداد الإقبال على هذا السوق التقليدي في المواسم أين تجتمع محلات الثرات بطاولات المناسبات كالأعياد والدخول المدرسي حيث لا تكاد تمر وسط الاكتظاظ ، وتكثر خلال هذه المواسم طاولات التجار الموسمين الذين يرون في درب سيدي حامد مركزا للحصول على لقمة العيش حيث نجده في موقعه يتوسط مراكز مهة على غرار الساحة الرئيسية ،المسجد الكبير ، سوق الخضر والفواكه ، قصر المشور ، ومحطة المسافرين وباب سيدي بومدين ، ما يجعله قبلة للزوار من كل صوب وحدب ، ويحتاج إلى التفاتة من وزارة السياحة لتصنيفه كأحد المواقع الأكثر استقطابا للسواح في الغرب الجزائري .
أ.صحراوي