تعد أكبر جهات الوطن حيازة لمثل هذا النوع من الثروات الغابية: ثروة النخيل بورقلة بحاجة ماسة إلى المزيد من الاهتمام والتثمين
تتوفر ولاية ورقلة على أعداد معتبرة من النخيل المنتج يفوق مليونين وخمسمائة ألف نخلة مما جعل المنطقة واحدة من أكبر جهات الوطن حيازة لمثل هذا النوع من الثروات الغابية لكنها بحاجة الى مزيد من الاهتمام والتثمين .
و يكمن هذا الاهتمام في تعويض ما تتعرض له هذه الثروة الهامة سنويا من نزيف وذلك بسبب الحرائق التي تتسبب في اتلاف أعداد كبيرة من اشجار النخيل وذلك على الرغم من المجهودات المبذولة من طرف السلطات العمومية للحد من هذه الظاهرة وما تشكله من انعكاسات سلبية على الاقتصاد المحلي والبيئة. و في هذا الصدد تشير المعلومات المستقاة, عشية اليوم الدولي للغابات, من مديرية الحماية المدنية الى ان ولاية ورقلة عرفت على سبيل المثال من 2008 الى غاية سنة 2020 اتلاف ازيد من 48 ألف نخلة بفعل الحرائق ناهيك عن تدمير نسبة كبيرة من الأعشاب والحواجز التي تستعمل من طرف الفلاحين لوقاية بساتين النخيل من مختلف المؤثرات الخارجية. وقد جرى إحصاء خلال نفس الفترة نشوب 5.123 حريق بغابات النخيل المنتشرة عبر مختلف أقاليم الولاية ومن بينها ازيد من 500 حريق تم تسجيله خلال السنة الماضية وتسبب في إتلاف 4.226 نخلة استنادا الى مديرية الحماية المدنية. ويتسبب في غالبية هذه الحرائق المزارعين انفسهم الذين لا يولون الاهتمام والعناية الكافية للتدابير الوقائية التي تحول دون ذلك خصوصا ما تعلق منها بتنظيف البساتين من الاعشاب والحشائش الضارة ومخلفات النخيل التي تساعد على الانتشار السريع للنيران بالإضافة الى عدم توفر نقاط المياه الكافية والضرورية لإخماد النيران عند اشتعالها وافتقار العديد من واحات النخيل بالجهة الى المسالك والممرات التي تسهل عملية التنقل والتدخل السريع لأعوان الحماية المدنية مثلما اشير اليه. ولا تعود اسباب اندلاع حرائق الغابات الى المزارعين بمفردهم بل هناك اسباب اخرى مرتبطة بالطقس وبمناخ المنطقة صيفا حيث يؤدي احيانا الارتفاع الكبير في درجات الحرارة الى نشوب الحرائق الغابية كما ان البعض منها مرتبط بسلوكيات سلبية لتعض المواطنين (القاء اعقاب السجائر أو إشعال النار لأغراض الطهي ومغادرة المكان تاركا النار مشتعلة) كما ذكر .
جهود حثيثة تبذل لتدارك هذه الوضعية
وبالمقابل تبذل جهود حثيثة على مستوى الولاية من أجل تدارك هذه الوضعية والوقوف في وجه انعكاساتها السلبية على ثروة النخيل التي تعد من أهم الموارد الاقتصادية بالجهة وفقا لمديرية المصالح الفلاحية بالولاية. وفي هذا الاطار جرى على سبيل المثال غرس خلال هذه السنة 40 الف فسيلة نخيل جديدة مزروعة عبر مساحة اجمالية قدرت بنحو 400 هكتار، مثلما جرى توضيحه. واستمرارا لهذه الرؤية الهادفة الى تثمين ثروة النخيل بالمنطقة وتعويض أعداد النخيل التي أصابها التلف اما بفعل الحرائق او نتيجة لعوامل اخرى فان الأهداف المسطرة افاق 2024 هو تخصيص مساحة اجمالية قوامها 6.900 هكتار لزراعة النخيل مما سيسمح بغرس أكثر من 600 الف فسيلة نخيل جديدة مثلما اشير اليه. و يذكر أن المساحة المخصصة خلال الموسم الفلاحي 2020 -2021 لزراعة النخيل بولاية ورقلة قدرت ب 23.139 هكتار بينما بلغ عدد النخيل بالجهة 2.723.853 نخلة منها 2.517.186 نخلة منتجة وفقا لمديرية المصالح الفلاحية بالولاية.