دولي

مصر تعلق الملاحة.. فشل محاولة لتعويم السفينة الجانحة وفتح قناة السويس قد يستغرق أسابيع

أعلنت هيئة قناة السويس المصرية تعليق حركة الملاحة في القناة مؤقتا، حيث تستمر لليوم الثالث محاولات تعويم سفينة الحاويات العملاقة الجانحة، في حين تشير تقديرات جهات عدة من بينها روسيا إلى أن فتح الممر الملاحي قد يستغرق أسابيع.

من جهتها، قالت الشركة المشغلة للسفينة الجانحة إن محاولة جرت صباح اليوم الخميس لتعويم السفينة “إيفر غيفن” (Ever Given) باءت بالفشل، وإن محاولة أخرى ستجري في وقت لاحق اليوم، وقد تم توظيف شركتين لأعمال الإنقاذ من هولندا واليابان للعمل على تخليص السفينة.

وفي البيان الصادر اليوم، قالت هيئة قناة السويس الحكومية إن جنوح السفينة -التي يبلغ طولها 400 متر- صباح يوم الثلاثاء “يعود بشكل أساسي إلى انعدام الرؤية الناتج عن سوء الأحوال الجوية نظرا لمرور البلاد بعاصفة ترابية؛ مما أدى إلى فقدان القدرة على توجيه السفينة، ومن ثم جنوحها”.

وأضافت أن عمليات الإنقاذ الحالية تجري “من خلال إدارة  الهيئة التحركات وبواسطة 8 قاطرات؛ أبرزهم القاطرة بركة 1 بقوة شد 160 طنا، حيث يتم الدفع من جانبي السفينة، وتخفيف حمولة مياه الاتزان لتعويم السفينة، واستئناف حركة الملاحة بالقناة”، وقد تسبب انخفاض المد البحري ليلا في إبطاء عمليات الإنقاذ.

وأشارت الهيئة إلى أن حركة الملاحة بالقناة شهدت أمس الأربعاء “عبور 13 سفينة من بورسعيد ضمن قافلة الشمال، كان من المستهدف إكمال مسيرتها في القناة؛ إلا أنه مع تواصل أعمال تعويم السفينة كان لا بد من التحرك وفق السيناريو البديل بالانتظار بمنطقة البحيرات الكبرى لحين استئناف حركة الملاحة بشكل كامل بعد تعويم السفينة بمشيئة الله”.

وفي وقت لاحق، قالت الهيئة إنها درست خيار الحفر حول السفينة الجانحة خلال اجتماع مع فريق الإنقاذ الهولندي.

ووفقا لبعض التقديرات، لا يستبعد أن تطول مهمة تعويم السفينة بسبب دقة الوضع. فقد قالت وزارة الخارجية الروسية، اليوم، إن إعادة فتح قناة السويس للملاحة قد تستغرق أسابيع.

من جهته، قال بيتر بيردوفسكي الرئيس التنفيذي لشركة “بوسكاليس” (Boskalis) الهولندية، التي تحاول تعويم السفينة، إن من السابق لأوانه تحديد المدة التي قد تستغرقها المهمة.

وصرح لبرنامج في التلفزيون الهولندي قائلا “لا يمكننا استبعاد أن يستغرق الأمر أسابيع، وفق الوضع”.

حوت ضخم

وأضاف أنه تم رفع مقدمة السفينة ومؤخرتها على جانبي القناة، وذكر أن الأمر يشبه “جنوح حوت ضخم على الشاطئ. إنه وزن هائل على الرمال، قد نضطر إلى الجمع بين تقليل الوزن عن طريق نقل الحاويات والزيت والمياه من السفينة، بالإضافة إلى استخدام زوارق القطر وجرف الرمال”.

في غضون ذلك، قالت شركة “إيفر غرين” التايوانية المستأجرة للسفينة إن شركة “شوي كيسن” اليابانية المالكة للسفينة استعانت بخدمات شركتي “سميت سالفدج” من هولندا و”نيبون سالفدج” من اليابان، وإنهما ستعملان جنبا إلى جنب مع قبطان السفينة وهيئة قناة السويس لتنفيذ خطة التعويم.

وتعوق السفينة الجانحة في الوقت الراهن حركة الملاحة في كلا الاتجاهين في القناة، التي تربط بين آسيا وأوروبا، وتعد من أنشط ممرات التجارة عالميا.

ويمر نحو 30% من إجمالي حركة نقل الحاويات في العالم يوميا عبر قناة السويس البالغ طولها 193 كيلومترا، ونحو 12% من إجمالي التجارة العالمية لجميع السلع.

وتتجمع عند طرفي القناة عشرات السفن، ومنها سفن حاويات كبيرة وناقلات نفط وغاز وسفن لنقل الحبوب، وهو ما صنع أحد أسوأ اختناقات الشحن على مدى سنوات.

ويقول خبراء شحن إنه إذا لم يحل الاختناق في حركة الملاحة بالقناة خلال 24 إلى 48 ساعة، فقد تضطر بعض شركات الشحن إلى تحويل مسار سفنها لتسلك طريق رأس الرجاء الصالح حول جنوب قارة أفريقيا، وهو ما يطيل مدة الرحلة أسبوعا تقريبا.

وقالت شركة الاستشارات “وود ماكينزي” (Wood Mackenzie) إن الأثر الأكبر يقع على حركة شحن الحاويات؛ لكن هناك أيضا 16 ناقلة تحمل النفط الخام والمنتجات البترولية من المقرر أن تمر عبر القناة، لكنها تعطلت بسبب الحادث.

ووفقا لشركة “فورتيكسا” للتحليلات، فإن روسيا والسعودية هما أكبر دولتين تصدران النفط عبر القناة بينما تعد الهند والصين أكبر المستوردين له من هذا المسار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى