ثقافة

رحيل الفنان الجزائري بلاحة بن زيان المعروف بإسم “النوري”

تتوالى الأحزان بالساحة الفنية الجزائرية في الآونة الأخيرة برحيل عدد من نجومها الذين كانوا علامة فارقة بالمشهد الثقافي الجزائري.

وآخر الفنانين الذين ودعتهم الجزائر، كان الفنان القدير بلاحة بن زيان، الذي توفي ليلة الأحد، عن عمر ناهز 68 عاماً بعد معاناة مع المرض، ألزمه إجراء عملية جراحية مستعجلة الأسبوع الماضي على “شرايين القلب” بالمستشفى العسكري لمحافظة وهران (غرب). و الفنان الراحل بلاحة بن زيان واحد من أشهر الفنانين الكوميديين في الجزائر، وبرع في أداء أدوار الفكاهة بالدراما والمسرح ما أكسبه جمهوراً واسعاً يتابع أخباره وأعماله كلما رأت النور على الشاشة. و من بين أشهر الأدوار الفكاهية التي أداها الفنان الراحل كان دور “النوري” في الأجزاء الثلاثة للمسلسل الفكاهي الاجتماعي “عاشور العاشر”، وهو دور وزير يعمل تحت سلطة “السلطان عاشور العاشر”، والذي أحبه الجمهور وكان منافساً لدور “الملك البطل” وفق النقاد، لخفة دمه وإتقانه دوره بامتياز. وعلى غير كثير من الفنانين، للفنان الراحل أسماء شهرة استمدها من أعماله الكوميدية الناجحة بينها “قادة” من مسلسل “الجمعي فاميلي” و”النوي” من مسلسل “عاشور العاشر”.

وفاة مرتين في يوم واحد

خبر وفاة الفنان بلاحة بن زيان تفاعل معه الجزائريون والفنانون بكثير من الحزن عبر منصات التواصل، خصوصاً وأنه كان طوال مشواره الفني من بين الشخصيات الفنية التي استطاعت كسب جمهور واسع بالجزائر. حزن الجزائريين على فنانهم الراحل كان مضاعفاً، إذ شاءت الصدف والأقدار أن تكون وفاته الحقيقية في اليوم الذي بث فيه مشهد وفاته في آخر حلقة من مسلسل “عاشور العاشر”، التي بثت يوم الأحد على التلفزيون الجزائري. وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي آخر مشهد للفنان بلاحة في الحلقة الـ19 من المسلسل، حيث سقط مغشياً عليه قبل دخوله إلى قاعة السلطان، وهو المشهد الذي قال المتابعون إنه مهّد لوفاة “النوري” في المسلسل. وقبل إجرائه العملية الجراحية، طلب الفنان بلاحة من جمهوره الجزائري الدعاء له بالشفاء، وكشف في تصريحات إعلامية أنه شارك في تصوير “عاشور العاشر” وهو مريض، وأن “الله أعطاه القوة ومكّنه من التغلب على المرض أثناء العمل”.

عطاء راسخ

ولد الفنان بن زيان بلاحة عام 1953 بولاية وهران غربي الجزائر، وبدأ مشواره الفني من المسرح والتلفزيون عام 1972 عندما دخل معهد التمثيل بوهران، ونجح في ظرف وجيز في ظهور أعماله على التلفزيون الجزائري منذ 1974. أبدع الفنان الراحل في عدة أعمال مسرحية وتلفزيونية أغلبها بطابع فكاهي، بينها أعمال درامية تلفزيونية: “حويدق”، “كفاش وعلاش”، “كلتوم”، “وردة مسمومة”، “جيلالي كلانشة”، الأجزاء الثلاثة من مسلسل “عاشور العاشر”، “الجمعي فاميلي”، “بوضو”، “ناس ملاح سيتي”، “دار البهجة”. ومن أشهر أعماله المسرحية “التفاح” لعميد وشهيد المسرح الجزائري الراحل عبد القادر علولة الذي اغتالته مجموعة إرهابية سنة 1994. و رغم عطائه الواسع للمشهد الفني والثقافي في بلاده، إلا أن الفنان الراحل عانى من التهميش والعراقيل والمحسوبية في الوسط الفني وفق تصريحات سابقة له لوسائل إعلام محلية، حتى إنه أشار إلى أن أكبر مشكلة تعانيها الساحة الفنية بالجزائر “هو موت أصحاب الخبرة في الفن، الذين كانوا يقدمون النصائح للفنانين الجدد ويقدمون لهم الدعم النفسي والروحي”. واعتبر الفنان بلاحة أن دوره “النوري” في مسلسل “عاشور العاشر” من أفضل وأهم الأدوار التي أداها في مشواره الفني، تعامل معه مخرج العمل جعفر قاسم بشكل احترافي عندما أعاد له الاعتبار من حرية تعديل النص والحوار إلى الوقوف الفني على دوره بالعمل الدرامي، وهي التجربة التي نجح فيها الفنان الراحل كونه باحث في الشعر الملحون وتمكن من تغيير كلمات في الحوار دون الخروج عن المحتوى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى