المغرب : الارتفاع الرهيب للأسعار يخرج المواطن الى الشارع في وقفات احتجاجية
الرباط, 14 فبراير 2022 (وأج) – تزايدت في الفترة الأخيرة الدعوات الرافضة للارتفاع الرهيب لأسعار المواد الأساسية في المغرب, حيث نظمت وقفات احتجاجية في عدد من مدن المملكة, الامر الذي يؤكد أن مقولات “الدولة الاجتماعية” مجرد شعارات ولا وجود لها على أرض الواقع. وشهد نهار يوم امس الاحد احتجاج المواطنين في عدة مدن مغربية رفضا لارتفاع الأسعار الذي تعرفه الأسواق المحلية خلال الشهور الأخيرة, حيث تجمع المئات أمام مقرات نقابة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بالرباط و أغادير والدار البيضاء ومكناس و آسفي وغيرها. وبحسب مقاطع فيديو تم نشرها بمنصات التواصل الاجتماعي, دعا المحتجون إلى زيادة أجور العمال والتراجع عن رفع أسعار المواد الأساسية والمحروقات. ورفع المحتجون لافتات كتب عليها “لا لغلاء الأسعار” و “أجور هزيلة و أسعار حارقة” و”يا حكومة الهزيمة اعطوا للشعب الكلمة” و”هذا المغرب الجديد.. مغرب الغلا والتشريد”. وبحسب النقابات المغربية, فإن “أسعار عدد من المواد الاستهلاكية بالمغرب سجلت زيادات حادة في الآونة الأخيرة, ما ينعكس على جيوب المواطنين, خاصة الفئات الهشة منهم”.وفي هذا الصدد, قال حسن بناجح, عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان, ان “ارتفاع الأسعار أمر خطير وينذر بالكارثة, ويؤكد أن مقولات الدولة الاجتماعية مجرد شعارات ولا وجود لها على أرض الواقع”.و أضاف بناجح أن “المواطن المغربي اكتوى بلهيب غلاء الأسعار في مجمل المواد خصوصا المتعلقة بالمعيش اليومي والتي تظهر أثارها سريعا, كالمواد الغذائية الأساسية والخضروات والفواكه وكل مواد البقالة, ثم المحروقات وكل الأمور المتعلقة بالفلاحة, مثل أعلاف المواشي, الأمر الذي أصبح كارثيا, وكل هذه الأمور تؤثر على المواطنين بشكل يومي”. وتابع بناجح: “الدخل الفردي متدن والأكثر من ذلك فالزيادات لم تشمل مادة واحدة بل شملت عدة مواد, وهناك مواد تضاعف ثمنها بنسبة مائة بالمائة, ومع انحباس الأمطار وتسريح عدد من العمال في مجموعة من القطاعات, فإن الأمر يزداد سوء وينذر بكارثة حقيقية”. و أشار المتحدث إلى أنه “في دول أخرى, فعندما ترتفع أثمنة المحروقات عالميا يتم رفع الدخل الفردي, وتقف الحكومات ضد المضاربة, كما أن هناك أنظمة للمقايسة, والتي لم يتم تفعيلها في المغرب منذ أن طرحت كشعار, فالملاحظ في المغرب أنه عندما ترتفع أسعار المحروقات في السوق الدولية ترتفع أثمنتها لدينا, لكن حين تنخفض دوليا لا نرى أي انخفاض في السوق المحلية”. وينتقد نشطاء ونقابيون و أيضا منظمات المجتمع المدني, ارتفاع الأسعار في مجالات شتى, بداية بالمواد الغذائية, مرورا بالخدمات ووصولا إلى المحروقات. وقال بوعزة الخراطي, رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك, إن “جيب المستهلك لم يعد كافيا للعيش”, مشيرا إلى أن “المسجل ليس فقط غلاء في المواد الغذائية, و إنما أيضا التهاب أسعار المواد الصناعية والخدمات”.و اعتبر الخراطي أن “الحكومة في خبر كان, غائبة ولا تتفاعل لا مع النقابات ولا مع المجتمع المدني”, و أدان موقفها تجاه موجة الغلاء هذه. (واج)