المحلل السياسي سعيد علاشي: لا يمكن “صهينة” الشعب المغربي
أكد المحلل السياسي المغربي، سعيد علاشي، هذا الاثنين، أنه “لا يمكن صهينة الشعب المغربي إطلاقا”، مشددا على أنّ المغاربة يعتبرون التطبيع “خيانة”، كما يعتبرون المطبعين “خونة و عملاء”.
في حوار مع صحيفة “عرب جورنال”، ذكر علاشي أنّ الأحداث في فلسطين تنعكس على الشارع المغربي بشكل مباشر، حيث تخرّج التظاهرات المنددة بالاحتلال وبجرائمه والداعمة للمقاومة الفلسطينية.
واستدل بإحياء المغاربة للذكرى الـ46 ليوم الأرض، وخروج الشعب المغربي في تظاهرات ووقفات عبر عشرات المدن تضامناً مع الشعب الفلسطيني، رافضة للتطبيع “الخياني”، رافعين كعادتهم، الشعارات المشهورة في المغرب والمدوية “كفلسطين أمانة والتطبيع خيانة”، “الشعب يريد إسقاط التطبيع”، “الشعب يريد تجريم التطبيع” و”الشعوب تقاوم والأنظمة تساوم”.
ونبّه المحلل السياسي الى أنّ الشارع المغربي يتفاعل مع القضية الفلسطينية على مدار الساعة، لكن “هناك تعتيم كبير على كل هذا النشاط في المغرب، لأنّ الإعلام بيد السلطة وتحت وصايتها المطلقة”.
وأبرز المتحدث أنّ الشعب المغربي يشعر بأنّ التطبيع لا يستهدف فقط القضية الفلسطينية، بل يستهدف أيضا هوية الشعب المغربي وكينونته، قائلاً: “نستشعر حجم الخطر المحدق بنا، حيث بدأ التسلل إلى المناهج التربوية والنصوص الدينية”.
وأضاف علاشي: “لا شكّ أن التطبيع مع الكيان الصهيوني اللقيط يشكّل تهديداً خطيراً وتحدياً لإرادة وسيادة الشعب المغربي، حيث أنّ فئات كثيرة من الشعب المغربي بدأت تتململ وتطرح أسئلة خطيرة مثل: من هؤلاء في السلطة؟ ومن يمثلون؟ وماذا بعد التطبيع؟”، وعبّر عن خشيته من أن “يتم التعبير عن هذه الأسئلة يوما ما بأشكال من العنف”، فالحمولة النفسية لمثل هذه الأسئلة، يقول علاشي، “بشعة ومدمرة”.
في سياق متصل، شدّد على أنّ “الشعب المغربي لن يقبل أبداً أن يسجن أبناؤه وتدهس كرامتهم في الشوارع، جراء معاداتهم للكيان الصهيوني ورفضهم للتطبيع، جرّاء دعمهم للشعب الفلسطيني المظلوم، والذي يدافع عن وجوده ووطنه وعن مقدسات المسلمين”.
وفي رده على سؤال حول انعكاسات التطبيع مع الكيان الصهيوني على الحضور المغربي عربياً واقليمياً، استعرض علاشي اللقاءات بين المسؤولين المغاربة والصهاينة، مردفاً: “لا أشك أنّ هذه اللقاءات لم تكن ترفاً سياسياً خصوصاً بالنسبة للكيان الصهيوني الذي يعمل جاهداً على تفتيت المجتمعات العربية والإسلامية من داخلها، وعلى ضرب الثقة بين الشعوب وحكامها وضرب علاقات الأخوة والتعاون وحسن الجوار بين الدول العربية والإسلامية، وعلى خلق النزاعات السياسية والعسكرية وتأجيج النعرات الطائفية”.
ويرى الباحث و المحلل السياسي المغربي أنّ هذه اللقاءات “كان مردودها عكسياً على مستوى الداخل و الخارج”، قائلاً: “لقد وسعت الشرخ الداخلي بين الدولة والمجتمع، كما وسعت الشرخ وضربت الثقة بين المغرب ومحيطه العربي وأمته الإسلامية، خصوصاً بالنسبة للدول الرافضة للتطبيع والشعوب”.