ثقافة

وان مان شو “العقدة والمنشار” يعرض بمسرح الجزائر الوسطى

احتضن مسرح بلدية الجزائر الوسطى، سهرة الخميس، عرضا مسرحيا جديدا بعنوان “العقدة والمنشار” في نوع وان مان شو والمنتج من قبل تعاونية فن المسرح، تطرقت إلى موضوع الهجرة غير الشرعية وتبعاتها وتقربت من افكار الشباب الذين يسعون الى هذه المغامرة الخطيرة.

وتم تقديم مسرحية “العقدة والمنشار” على مسرح الجزائر الوسطى، المنتجة حديثا بمساهمة الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، من تأليف سيد علي بوشافع وأداء الممثل زكي خان بينما صمم العرض جمال قرمي، وهي عبارة عن عرض في نوع وان مان شو الذي يغلب عليه الأداء الكوميدي الساخر والذي ينقل في طياته قصة شاب يتخبط بين الرغبة في خوض مغامرة الهجرة وبين واقع يصدمه لتجارب مريرة وشبكة من المستغلين الذين يدفعون بالشباب إلى مجازفة خطيرة غير مضمونة نتائجها.

وبخطاب واقعي يدخل الممثل منذ بداية العرض في خيالات يتأرجح بها بين أدواره وأطيافه التي تسكنه وفوق الخشبة غير مكتظة تبدأ حكاية زكي الممثل المثقل بهموم الحياة والغارق في مشاكل مهنية ثم تظهر تدريجيا شخوص اخرى من محيطه قد تشبهه او تشبه أحدا من معارفه، فهو تارة زكي خان و تارة اخرى “حريقوس” الذي تفيض جعبته بأحاديث ممزوجة بين حلاوة الحلم ومرارة الواقع، يتكلم عن الهجرة والسفر وبلدان و عواصم وثقافات تزين خياله قبل أن يدخل في هستيريا من الضحك والبكاء أمام حقيقة الاشياء.

تميز الممثل (زكي خان) بخفة الحركة فوق الخشبة وطاقة انعكست على أدائه الفني امتزجت بخفة دم حاول بها التأثير على الخشبة وإشراك الجمهور في أسئلته الوجودية و مطالبتهم بالتفاعل معه في بعض المقاطع التي تشبه فسحة ترفيهية فأزاح الفاصل بينهم خاصة عند بث بعض المقاطع الغنائية التي انسجمت مع اللحظة الدرامية.

استطاع مؤلف النص سيد علي بوشافع أن ينقل إلى الخشبة موضوعا حساسا مازال حديث الساعة، وكيف أن رحلة الموت ليست دائما سعيدة. وبلغة قريبة إلى قلوب الشباب جعل القاعة تتفاعل وتتنفس الصعداء وهي ترى في الممثل زكي خان ينتقل بسلاسة بين الأدوار وتحت أضواء حمزة مدوي الذكية وكوريغرافيا والي وردة التي ضبطت إيقاعه لحظة التماهي مع الوجع أو تضاعف حماسة الشباب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى