رأي

اغلقوا سجل التعازي

واقع مؤلم نعيشه حتى ونحن في الحجر الصحي بين اربع جدران ، حيث تواجهنا على مدار الساعة اخبار الموت والتعازي المتواصلة في شبكات التواصل الاجتماعي ومنصاته المختلفة ، لدرجة تكون مضطرا من الخروج من ” الفيس بوك ” فتتجه الى ” الواتساب ” مثلا فتجد نفس القصة تعازي مستمرة و بالألوان واكثر نحيبا بالصوت معا ، حتى ان بلغ منك التوتر درجة كبيرة اتجهت “لتويتر” ، حيث الاخبار الباردة ، ويقل تفاعل الاصدقاء والاحبة ، خاصة مع فارق الساعات بين الدول  .

 وتجد نفسك مهما حاولت حزينا كئيبا نظرا لنسبة التعرض الكبير للأخبار المؤلمة منها والسلبية على مدار اليوم ، نهيك عن الاشاعات الكاذبة التي لا تتوقف ، تقرا على صفحات احدهم نشر الاغبياء ” من يتلقح سيموت بعد عامين مباشرة ” ويصبح معوقا يضيف اخر، مثل ما قيل على لقاح الطاعون زمان من يتعاطه يصبح بقرة ، وهكذا دواليك ، حتى تحس بدقات قلبك في رجليك .

لذلك كنت اتعمد ان ارسل التعازي الى الاصدقاء على الخاص  وليس في النشر في صفحاتهم او في صفحتي ، وليس من هذه الازمة فقط ، حتى لا يحدث اثر سلبي ونزيف لطاقات المتلقي من فئات المجتمع التي ربما لا تقوى عن هذا الكم الهائل من الحزن والماسي والخوف ، نظرا لأثرها السلبي الكبير على النفس .

وعليه ولابد وجب الاعتبار والتنبيه لأثر وسائل الاعلام المرافقة ” شبكات التواصل الاجتماعي ، وبرامج المجتمع والشباب عموما ” للتخفيف من التعاطي الملفت لموضوع الفيروس على شاشاتها ، وعلى صفحاتها ، وان كان ولابد فبفواصل بسيطة ، بعيدا عن لغة الخوف وزع الرعب  .

ربما الشيء الايجابي في الموجه الثالثة للفيروس ، هو ان زعماء نظرية المؤامرة في مجتمعنا نزلوا عن مقتضيات الحقيقة من ان الفيروس كان حي يتحرك يهاجم ويرواغ ويختار ضحاياه بامتياز ، بغض النظر كيف ومن حرك خيوط الفيروس هل هو قرار بشري متعمد مخطط له او خطا بعيدا ن التهم التي لحق بالخفاش .ومن هذا الجانب الايجابي الاقبال الكبير لأعداد هائلة نحو التلقيح ، على امل ان يرفع عن هذا الوباء في القريب العاجل ،ونعد كما كنا واحسن مما كنا بألف وصية ووصية ، وقصة وقصص وحديث ما كان يفترى ، يروى للأجيال ، وتخلده الافلام ودور السينما والروايات ومنهم باحث يتحرى مثل هذه الكتابات . 

الدكتور ساعد ساعد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى