رأي

تحاليل الرابح والخاسر في لهيب اوكرانيا

تابعت باستغراب تحليل البعض من ان حرب اوكرانيا تقف ورائها الولايات المتحدة الامريكية ، بل هي من دفعت روسيا للدخول في الحرب ونحو دفع اوروبا كذلك للغرق في المستنقع الاوكراني كحرب ضروس لا منتصر فيها بين اوروبا وروسيا ، والذي يدعوا للدهشة هو ملايين المتابعين والمشاهدين لهذا التحليل الغريب جدا والبعيد عن الواقع اصلا .

وهذا للأسف قراءات بعيدة عن المعلومات والحقائق ، ولسنا هنا في وقع الدفاع عن روسيا ، التي وان دخلت الحرب مرغمة فهي تدافع عن خيارات واتفاقيات سابقة تم نقضها من اوروبا وامريكا نفسها ، فحين تم حل ما يسمى ” بالاتحاد السوفياتي ” تم الاتفاق على نوع السلاح النووي في دول الاتحاد سابقا ، وان يبقى الحلف الاطلسي بعيدا عن مواقع  الاتحاد السوفياتي سابقا حماية لأمن الروس .

الذي وقع في السنوات الماضية والاخيرة ، هو ان الاتحاد الاوربي ومن خلفه ” الناتو ” طرح فكرت بناء قاعدة عسكرية له في أوكرانيا ، بل اكثر من ذلك الشركات الزراعية في اوكرانيا وما جاورها اضحت كلها امريكية ، والمعلوم ان مزارع_ اوكرانيا تغذي ما يقرب 600 مليون شخص ، بمعنى ان مداخيلها الاقتصادية يذهب اكثر من نصفها لأمريكا. دون ان ننسى في الاعتبار

ان نشير ان تاسيس الاتحاد السوفياتي كان قائم على عقيدة توسعية كانت احدى محاوره جورجيا وأوكرانيا ، خاصة منطقة كيف التي تشهد اليوم اول المعارك وهي المنطقة الأولى التي ظهرت فيها القومية الروسية تحت مسمى”  كيفسكايا روس ” حيث تمثل للروس تاريخ وعقيدة ورمزية بالنسبة لهم ، وكل الاراضي التابعة اليوم لأوكرانيا تم ضمها بقرار من الاتحاد السوفياتي لاعتبارات عسكرية امنية واقتصادية ، خاصة  منطقة ” الدونباس ” التي  غنية جدا بما يسمونه غاز” الشيست ” الذي اتفق الأمريكان على استخراجه وبيعه لأوروبا عوضا عن الغاز الروسي الطبيعي ، وهو مااعتبره الروس تهديدا مباشرا لهم ، ناهيك على المنطقة .

كانت تمثل المنطقة الصناعية الرئيسية لكامل الإتحاد السوفياتي،. بها الأفران التي تنتج محركات صواريخ الفضاء التي صارت أمريكا تشتريها من روسيا بعد تفكك الإتحاد السوفياتي، لأن أمريكا كانت قبل ذلك تحترق نصف صواريخها التي ترسلها للفضاء.

ناهيك على ان كل أراضي أوكرانيا هي من النوع الأسود الشديد الخصوبة ولذلك فإن أوكرانيا كانت السلة الغذائية للاتحاد السوفياتي واليوم ويريدونها أن تصبح سلة أروبا الغذائية، وهو ما اغضب الروس.

بقلم د.ساعد ساعد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى