من يلعب بالنار في” الغوابي” ؟
قبل عشر ة اشهر كتبت من هذا المنبر مقالا عن الحرائق التي عرفتها الجزائر في نوفمبر من العام الماضي ، ومما ذكرته “كان واضحا وجليا ان الحرائق التي انطلقت بسرعة خيالية وفي زمن قياسي ، وعلى خط غابي معروف شمل عدة ولايات من الشمال الى الوسط وحتى عمق الغرب الجزائري ان هناك جهة ما تشتغل وفق اجندة معينة لهدف ما ، لا يخرج عن محاولة ضرب استقرار البلاد في وقت حساس جدا تمر به الجزائر
بمرحلة حساسة مع منتصف ذروة الفيروس الذي حصد العشرات ناهيك عن الألاف من المصابين وسط ازمة اكسجين كبيرة ، رغم الجهود التي تبذلها الدولة والفاعلين في المجتمع المدني ، اقول مرحلة حساسة تعرف فيه الديبلوماسية الجزائرية عودة في الافق ، وسط تحديات من الجوار ومن عمق القارة ، فالمغرب على لسانه ملكه يسعى لفتح الحدود ، تونس تعيش على المخاض وليبيا انهكتها الحرب ، ومالي لم تعرف الاستقرار ، اضافة الى مساعي لدخول ” مايسمى اسرائيل ” على الخط في عمق القارة الافريقية .
وحتما كالعادة ننتظر هرطقات ” هاربون ” في جنة اوربا محسوبون عن سجناء ومتابعون قضائيا ومحكوم عليهم في قضايا جنائية عن الحرائق التي مست اكثرها منطقة معينة بالجزائر، رغم ان عدد الولايات التي مستها الحرائق 14 ولاية في اكثر من 70 موقع ، لكن المؤلم جدا ان يكون صاحب ” الايف ” جزائري يمتلك اسهم في شركات ويتمتم ضد الوطن ورجاله لمن يدفع له .
مرحلة فيروس كورونا بكل سلبياتها وتلاها من حرائق تفتح افقنا نحو دعوة الجهات الرسمية في الدولة بضرورة تشكيل خلية ازمة ثابته وبصندوق ثابت سنويا ، حتى في حالى الاستقرار والهدوء الطبيعي ، لان الازمة تأتي بغتة ولا تنتظر الاستعداد من اي جهة كانت .
لكن من يلعب بالنار لا ضعاف موقف الجزائر تزامنا مع زيارات دولية مرتقبة ، وفي وقت تعرف ارقام جائحة كورونا ارتفاعا قياسيا قد تدخلنا في موجة ثانية لا قدر الله ، هل هم
” السوسه المدسوسه ” كما عبر عنهم ذات يوم رئيس اللجنة الوطنية لمراقبة الانتخابات السيد شرفي هل فشل هؤلاء ممن كانوا ينتظر انفلات امنيا. وان كان من السابق لأوانه تحديد الفاعلين في هذه “المجزرة الارهابية ” في حق الطبيعة والساكنة والحيوان .
فمن حقك ان تعارض ، تعبر عن مواقفك وافكارك بكل الطرق السلمية ، ولكن ليس على حساب الابرياء وضرب استقرار الوطن ومقدراته ، ما ذنب هؤلاء الذين احترقوا دفاعا عن املاكهم وسط الغابات ، ما ذنب تلك الحيوانات وتلك المناظر الطبيعية الخلابة التي ضاعت في رمشة عين ليلية . بقى الفحم فقط كقلوب حاملي الكبريت في جنح الظلام.