متلازمة “النقص” !!
إن الحقيقية الحقَة التي يغفل عنها الجميع، أن نوب الدنيا وإن اجتمعوا عليك لن يضروك بشي ما لم يأذن رب المشيئة بذلك،فمكائد الأضداد تحذو بك من كل جانب ،تريد كسرك وسحقك في الدرك الأسفل ،غير أن قدرة القادر كالدرع المتين يصونك ويحميك ،فلا يستطيعون إليك سبيلا ولا هم يحزنون.
كثر الدسائس والخبائث من قوم سوء كارهي أنفسهم، لدليل قاطع على مرضهم بمتلازمة النقص ،وما أكثرها في هذا المجتمع الذي يمتهن النفاق باحتراف ، والذي يرتدي لباس العفة و الطهارة والأخلاق، والله لأعلم ما في خزائن النفوس.
متلازمة النقص “الله يعافينا” “حسب رأي المتواضع”، هي حالة مرضية تصيب النفس الضعيفة التي نشأت على تربية “متناقضة” مليئة بالخزعبلات والترهات التي لا تسمن ولا تغني من جوع .
متلازمة النقص هي واحدة من العقد التي أنتجتها التربية النمطية من صنع “العاهات والتخاريف” التي بها أضحى جُل الناس في مجتمعنا مهووسين بالتقليد المرضي وعقدة الغيرة القاتلة وغير المبررة وعقدة السن و”الريح الي يجي يديه” وهلم جرا من العقد التي أدخلتنا في مد وجزر لا ينتهي .
انظر إلى صنيع يديك ،ماذا صنعت ؟، فبدل أن تصنع من النشئ إنسانا متميزا قويا ذو رأي وقناعة ، أنتجت جيلا معوق الأخلاق فاسد السجية، شخصية مهزوزة متلونة كالحرباء لا تثبت لا على رأي و لا على موقف ،شغلها الشاغل مقارنة نفسها بالآخر.
كلنا ناقص وما من احد برئ و تام ، والكمال لرب العزة والخلق ،والعاقل الذي يُبدل نقائصه بالقناعة والرضا ،فلن تجني من متلازمة النقص غير تعب الروح والجسد، فعين العقل أن تحب نفسك بكل ما فيها،بمرها وحلوها بنقصها بكل تفاصيلها ،فالحياة تبدأ يوم تحب نفسك .
حورية أحمد