رأي

الضرب في مدريد والعواء في المخزن

في الوقت الذي تعيش مدريد على وقع الصدمة من القرار السيد للجزائري بالتجميد الفوري لإتفاقية الصداقة وحسن الجوار الموقعة بين الدولتين ، خاصة بعد ان تبرات بعض التشكيلات السياسية الاسبانية من موقف رئيس الوزراء حول قضية الصحراء الغربية ، ناهيك عن استياءؤ بعض رجال المال والاعمال الاسبان بعد قرار تجميد كل التبادلات التجارية بين البلدين، والذي قد تتبع قرارات أخرى أكثر ألما مما سبق ، حيث ستخسر اسبانيا حسب صحيفة EL PAIS ( البلاد ) الإسبانية الواسعة الإنتشار حوالي 3 ملايير دولار كصادرات مباشرة للجزائر و مثلها من واردات في حال إستمرار الحظر الذي فرضته ‎الجزائر على العمليات و التحويلات المالية من و إلى إسبانيا إثر قرارها تعليق معاهدة الصداقة والتعاون ، حتى وان لمح وزير الخارجية الإسباني الى الذهاب إلى المحكمة الأوروبية بتفعيل المادة 38 الخاصة بضرورة إحترام حركة رؤوس الاموال والتحويلات المالية في التبادلات التجارية بين الجزائر ودول الإتحاد الأوروبي في إيطار أتفاقية الشراكة التجارية بين الإتحاد الأوروبي والجزائر، فان قرار الجزائر سيد ، ولايجبرها للخضوع لموقف  الاتحاد الاوربي .

وفي الوقت الذي تتحرك المجموعات البرلمانية المعارضة لمساءلة بيدرو سانشز في مسألة تغيير موقف إسبانيا في قضية الصحراء الغربية وتدهور العلاقات الديبلوماسية مع الجزائر، فان كل المعطيات تتجه ان رئيس الوزراء الاسباني بيدرو سانشيز، اضحت ايامه معدودة ، خاصة بعد تصريح رئيسة المجموعة البرلمانية لحزب الشعب PP كثاني قوة سياسية ان  موقف إسبانيا خارج الإجماع السياسي وهو موقف شخصي لرئيس الوزراء وحزبه الحاكم وعليه العمل على تصليح العلاقات الديبلوماسية.

تعيش بعض وسائل الإعلام دولة المخزن في هيجان غير مسبوق ، وحالة ترقب وهلع جراء موقف الجزائر ، الذي سبقته مناورات عسكرية بالأسلحة الحية والثقيلة في ولاية تندوف وما ادراك ما تندوف ، بين من يتخوف ان ترفع الجزائر سقف العقوبات أكثر ، واستعمال سلاح الطاقة ، وربما عقوبات أخرى تفتح باب جهنم على المنطقة ، خاصة وان المغاربة يعيشون هذه الايام على وقع احتجاجات مستمرة على الأوضاع المعيشية وتدهور صحة الملك ، ورفضا لمسار التطبيع الذي أكل الأخضر واليابس في المنطقة .

بقلم الدكتور ساعد ساعد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى