وفاة “ضحية البطانة”
لااذكر اني كتبت مقالا ايجابيا في حياتي الصحفية عن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ، سوى مقالا ذكرته فيه ايجابا مع صيف سنة 1998 الحار امنيا وسياسيا ، بعد انسحاب الرئيس اليامين زروال ، واذكر يومها عجزنا على الحصول على صورة لبوتقليقة حديثة ، حيث اضطررنا الى العودة الى ارشيف صحيفة “الشعب ” الغراء لاخذ صورة لها زمن بومدين .حيث كانت كل مقالاتي ناقدة له ليس كره له هو شخصيا وانما رغبة في الافضل للجزائر ، التي عرفت في زمانه راحة اقتصادية وتالف سياسي قل نظيره واسعار بترول في قمة الهرم ، وسواء اختلفنا او اتفقنا مع بوتفليقة في مواقفه السياسية ومشاريعه ، الا ان للرجل بصمه . جاء في خضم ازمة سياسية وامنية خطيرة ومتشعبة ، حيث عرف الوضع الامني تدهورا لامثيل لها استمرارللمعالجة الامنية للازمة السياسية منذ توقيف المسار الانتخابي سنة 1992.وكان صيف 1998 حارا كحرارة الملفات التي اخرجت يومها ، وجاء بوتفليقة بعد انسحاب مجموعة الستة ، وتصريح الخارجية الفرنسية المثير يومها عن الجزائر ، اذا يحسب ” لدقة ” كما يحب ان يسمى رحمه الله ان اوقف المرحلة الدموية من خلال دعم استكمال الحوار مع المسلحين في الجبال وترقية الوئام المدني الى مصالحة وطنية شاملة مع بعض الهفوات ، وتمكن من جمع الطبقة السياسية من النقيض الى النقيض في حكومة وطنية واحدة ، وفتح المجال لمشاريع ولائية كالجامعات التي اضحت في كل ولاية ، ناهيك عن مشاريع اخرى ، حيث عرف المستوى المعيشي في زمانه تطورا ملحوظا ، في الدخل الفردي والجماعي ، وعاشت الجزائر مرحلة استقرار كنا نحسد عليها ” ولكن ولا مرة شكرته ربما لان طموحي كان اكبر “
ولكن للتاريخ منذ سنة 2012 كان ينتابني شك ان يكون بوتفليقة هو الرئيس الفعلي في الجزائر ، وكتبت هذا ومسجل ، اعتقادا ان صحته ، بل ان تصريحه من سطيف في اخر خطاب له واقف على رجلية ، كان يودع ويدعوا لمسك المشعل – وعليه هذا راي ولا الزم به احد – لاالوم بوتفليقه على العهدة الاخيرة وقبلها ، فموضوع القرارات وتشكيل الحكومة والوزراء كان تجاوزه بشكل كبير جدا ، والفيلم معروف والقصة طويلة ترويها مجالس المحاكمات في الاشهر الماضية ، ممن حكموا باسمه ، واغتنوا ببعده وتبنوا عهداته بوجه وتاريخه ونضاله والرجل مقعد مريض .
رحمك الله برحمته الواسعة