نباتي مغرم باللحوم
ويواصل صديقي المشهداني حديثه عن الخبزة فيقول : اخذ تلك ” الدريهات ” بعد معركة مع المقاول وصاحب المبنى وغيره ، فاتجه صوبا نحو سوق القرية واي سوق ، تلفه كل القذورات وكل مخلفات الذبائح من دجاج واسماك من اسبوع ، تصدمك الروائح ، ولكنك تقاوم ، تتجاوز قسم اللحوم كأنك تقول في دواخلك انا شخص نباتي ، وليس لي باع في اكل اللحوم ، بل تخطر ببالي الانخراط في جمعيات الرفق بالحيوان ، حتى يتوقف الذبح وصيد السمك ، حتى لأرى امامي اللحوم وفقط ، ولا انظر لمن يشترى ويملأ القفف ، كان منظر القفف جميلا وقد صنعت بإتقان بشجر الدوم ، ولكن تلك القفف ماكره خادعة ، تميل لمن يدفع داخلها اكثر ، وانا لست “برجوازيا” احب التواضع افضل الاكياس البلاستيكية زرقاء وسوداء حتى اخفي ما اتيت به امام الجيران ، فتفضحني امي بصراخها ماهذا الذي اتيت به يا ولدي ، نصف رطل ، نصف كيلو ، ماذا افعل بالحشيش والبقدونس والبصل ، افر هاربا احاول ان احدثها بلغة اخرى ، امي انا نباتي ، احب النبات ، لسنا من اكلي اللحوم . تثبت شعرها ” بهندية ” محتفظة بها من زمان صندوق جدتي الخشبي ، اهدتها اياها يوم ولادة اختي الصغيرة قبل ما يربو عن عشرون عاما ، حتى ان ارتميت على الفراش الذي بقى كما هو من زمن ” ديقيانوس ” احدث نفسي هل انا نباتي حقا ؟ الست تشتهي لحم الدجاج المشوي في طريقك للعمل وهو معلق عاليا في مداخل المطاعم ، وبأسعار صيدلني ، حيث لا نقاش في سعر الدواء ولا تخفيض ، اه تذكرت الم تنم ليلة اول امس تشوي في الغابة الخضراء لحم غزال ميت واكلته وانت في قمة السعادة ، مستحيل انا اكون نباتي وقد اكلت لحم الميتة ، ولكني معذور فجمهور العلماء عند شيخ الجامع قال ” لا حرج لجائع قارب الموت ان ياكل لحم الميتة ” وانا والله قطعني الجوع واحسست بقرب اجلي في الواقع عفوا في المنام فاكلت ، لكن جاري البناء الذي يحفظ بعض الحروف في الزاوية المهجورة ، عقب قائلا : شيخ الجامع هل يقصد لحم الميت او لحم الميتة ، لاننا كلنا ناكل يوميا لحم الميت ” لحم بعضنا البعض ” اصابني صداع فاستسلمت للنوم جائعا
يتبع..