رأي

إنما الرفاق للرفاق أوطان

انا مظلوم ودعاء المظلوم ليس بينه وبين الله حجاب ، قلت حدثني ماذا جرى ، فقال المشهداني ازدان فراش راع المخبزة ببنت غريبة الشكل واللون ، لاتشبه اباها ولا امها ، فقلت الامر عادي جدا ، قال ولكن راع المخبزه انصدم ، فشكلها بدا له غريب جدا ، فتاثرت لحالة سيدي كما يقول عبيد ” الخبزة ” في الخليج وذكرته بحدث يروى عن الرسول صلى الله عليه وسلم   التي وردت أن رجلاً من بني فزارة أتى النبي وقال: إن امرأتي ولدتْ غلامًا أسود -وهو يريد الانتفاء منه- يعني هذا الرجل يريد أن يقول بأن هذا ليس ولدي، فقال له -صلى الله عليه وسلم-: (هل لك من إبلٍ؟ قال: نعم، قال: وما ألوانها: حُمْرٌ، فقال له: هل فيها من أوْرق؟ -يعني بعيرٌ مختلف في هيئته أو صورته عن بقية الإبل- قال: نعم. قال: فأنَّى كان ذلك فقال: أراه عِرقٌ نزعه -يعني أن هذه عوامل وارثية قديمة، ولعله أخذ هذا اللون من أجداده ومن آبائه في السلالات السابقة- فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (فلعل ابنك هذا نزعه عِرقٌ) ولم يرضَ النبي -عليه الصلاة والسلام- بأن يقوم بانتفائه منه.

قاطعته وقلت : ولكن انت دعوت عليه فلما ذهبت لتواسيه ، قال لي وقد تغير نط صوته الشجي ” اكان عثمان بن عفان ينساها لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم تخلّف عثمان عن بيعة الرضوان فيضع النبي يده الأخرى قائلًا: وهذه يد عثمان،  وما كان كعب بن مالك ينساها لطلحة يوم أن ذهب إلى المسجد متهللًا بعد أن نزلت توبته فلم يقم إليه أحد من المهاجرين إلا طلحة قام فاحتضنه وآواه بعد غياب واقتسم معه فرحته ، وما كانت عائشة تنساها للمرأة التي دخلت عليها في حديث الإفك، وظلت تبكي معها دون أن تتكلم وذهبت ، وما كان أبو ذر ينساها لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم تأخر عن الجيش، فلما حطّ القوم رحالهم ورأوا شبحًا قادمًا من بعيد وأحسن النبي الظن بأبي ذر أنه لن يتخلف فتمنى لو كان الشبح له وظل يقول: كن أبا ذر، فكان”

يا رفيق .. إنما الرفاق للرفاق أوطان، يقيلون العثرات، و يغفرون الزلات، يوسعونهم ضمًا ويغدقون عليهم الحنان، يحلون محلهم إذا تغيّبوا، ويحسنون بهم الظنون، والبر لا يبلى، والنفوس تحب الإحسان، والله من قبل يُحب المحسنين ” 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى