كتيبات الشيخ الرباني ، والداعية التائب العلماني
بينما هو في عزلته ليس بالمريض ولا بصحته ، يبكى مرات دون أن يعرف سبب بكائه حتى هو ، يتناول وجبة واحدة وفقط ، وقد يبقى يأكل طول اليوم دون أن يشبع .
حتى كان يوم جمعة بينما قاوم نفسه ليصلي ، فالتقى جمع من رجال أرخوا اللحى ونصف ساق جاوز ربع متر فوق الكعب ، وهو مسبل ثيابه جدّاً، إذا مشى يجرها جرا ، فلفت نظرهم، فعزموه على الغداء ثم العشاء ، واشربوه بما سمي عندهم المنهج والطريقة ، وبقى على حب معهم وسافر هناك وهناك ، وخيم مع قائدهم والرعية ، وجمع كتيبات للشيخ الرباني ، والداعية التائب العلماني ، وجمع عدد من الكتيبات والأشرطة وارواق خطت باليد ورسائل من دعاة المشرق .
وعاد ذات صباح بعد الفجر واستل معولا كبيرا وجده في المخيم ، واضحى يضرب يمينا وشمالا ، فكسر مخدع لقاء المريدين ، واحرق مخلفات العلاج من شعر وخلطات وتمائم ، فلما على الدخان المكان ، توافد اهل القرية على عجل ، متهمين جهات معادية للقرية والوطن ، فخرج لهم على حلة لم تعرف عنه من قبل ، لحية طويلة ونصف ساق وسواك توزاي عصى شيخ كبير ، فيما عيونه سوداء وقد غطاها الكحل ، كعروس دامعة تعيش حزن فراق بيت اباه
فلما راه القوم ، لم تصدق اعينهم من هذا ؟ اهو سيدي الشيخ ، هل به مس او جن ، او مالذي جرى ، ووقف فوق ربوة يخطب في الحضور ، يذكرهم بتوحيد الالوهية والربوبية