ويواصل صديقي المشهداني احاديثه الغريبة العجيبة الكئيبة فقال :
البرد يصيب الجبناء فقط ؟
وصدف ان وقعت معركة لانعرف مع من ؟ واصلا لما وقعت اصلا .
كان صوت الرصاص يخترق هدوء الليل المظلم ، فيما كنت اختبأ انا وزميله المغرر به البناء في زاوية على حافة طريق ترابي بجنب الغابة الكبيرة ، نصلي برمش الاعين وايماءات الرأس ، ونسبح ونستغفر الله عن خطايانا وماذا حلى بنا ، فلم انجلى الليل ، ترات لي امرأة ، وقد انحى رضيعها يحرك الثدي بفمه الصغير ، كانه يحاول ان يقول : امي انا هنا ، ولكنها كانت لا تتحرك ، فقد طعنت بخنجر فوق الرقبة .
كان المنظر مرعبا ، والطفل يصرخ ..كان صوت بكائه يؤلم ، كان جوارحي تتقطع اربا اربا من انينه وهو ينتظر حليب امه .. يقول المشهداني : كنت احاول لملمة مشاعري واحاول ان اكون قويا ولكن لم استطع ، فصرخت باكيا بصوت عالي جدا ، واحسست كأني افقد الوعي ، فيما الامير يرقبني بنظرة حادة ، وصديقي البناء جامدا لا يتحرك ، التفت اليه وانا ملقى على الارض منهارا تماما لا استطيع الحركة ، ولكن قاومت نفسي وبصعوبة بالغة حركت شفتاي وسالت صديقي البناء مابك : لماذا انت ساكت ، الا تراني في حالة يرثى لها ، هل انت مثلي تشعر بالضياع والانتكاسة والالم ، فرد البناء على مسمع الامير ، يا صديقي اني اشعر بالبرد وفقط ، لست ادري ان كانت اجاباته خوفا او هروبا ولو اني اعرف ان البرد في هذه الحالات يصيب الجبناء كما قال اميرنا المعظم عليه لعنة الله والناس اجمعين
