مكافئة الفساد !!
لا يمضي يوم واحد في بلاد “الله غالب” إلا و تتهاطل علينا أخر صيحات سياسية الاستغباء ،وكأن “الراعي الأكبر” لازال مصرا على معاملة رعيته كالقطيع والخرفان .
كان آخرها حين زعم نفر من المغرر بهم على وضع إستراتيجية وطنية ضد الفساد، اعتمادا على نموذج كوريا الجنوبية،قل ليت شعري هل يحارب الفاسد الفساد؟
أَوَلاَ يعلم صاحبنا أن كوريا الجنوبية أبلت بلاء حسنا في مجال مكافحة الفساد حسب تقرير لمنظمة الشفافية العالمية لعام 2021،بينما حلت “المنحوسة” في ذيل التصنيف الدولي حسب نفس التقرير الآنف الذكر، فماذا عساي أن أقول في هذا العبث المهين و”الهراء المبين”؟
أَوَلاَ يُجيد صناع القرار في العالم الثالث والأخير غير استغفال شعوبهم واستغبائهم ؟أولم يتفطن بائعي الأوهام أن تصريحاتهم المزخرفة بكذب والبهتان،والتي ما أنزل الله بها من حكم أو سلطان، أنها تصيب العقلاء من هذا الشعب الغلبان بالقيء والغثيان ؟
قل ليت شعري هل تكافح الفساد بالفساد ! هل نشكو الفساد للفاسدين؟ ،هل نقتدر على مجابهة الفساد المتجذر في المحيط والأعماق ! من أدنى هرم السلطة إلى أقصاه !!.فعجبا لزمن أضحى فيه الزوالي يزج به في السجون على مخالفة، والفاسد المتجبر يرتكب الكبائر وينعم في القصور !!.
أن تكافح الفساد في بلد تعج بالمفسدين أشبه بمن يحاول أن يمسك الماء بكلتا يديه ،لكن ذلك لن يحبط الأحرار، فبرغم هذا الظلم والبهتان نحن باقون هنا نأبى ونعاند ،حتى يصيبنا الفتور والاكتئاب،و تتعب الروح والجسد من النكد و العتاب ،لعلى وعسى أن يأتي عليكم يوم نراكم فيه خلف السجون والقضبان.
حورية أحمد