“الصحافة ” الاهتمام بالفاعل المهني
إن تنظيم الصحافة الوطنية لكيانها ونشاطها في بيئة للاتصال والإعلام تواجه اختلالات عديدة يحتاج لتأسيس أرضية للنقاش بين مكونات قطاع الصحافة وبناء خارطة طريق تحدد بتدرج الأولويات فأول ما تحتاجه مثلا الصحافة المكتوبة هو معالجة ملف هام يتعلق بوضعية الصحفيين في المؤسسات الإعلامية الخاصة وتحديد علاقات العمل و تأطير شبكة للأجور المحترمة التي تضمن للصحفي مكانته وتحفظ كرامته في المجتمع كما ان هناك ملفات أخرى تحتاج أيضا للمعالجة لعل أهمها الاهتمام بتكوين الصحفيين ومرافقة نشاطهم الإعلامي والاستثمار فيه لدمقرطة الإعلام وتكريس الثقافة الديمقراطية . كما ان “صحافة القرب ” هي الأخرى تحتاج لتأطير واهتمام بدورها على المستوى المحلي إذ مازال قطاع واسع من المراسلين الصحفيين بدون عقود عمل تضمن حقوق مهنية واجتماعية كما ان “المراسل الصحفي ” كيان له وجوده في إسقاطات الممارسة الإعلامية والعديد من المراسلين يقومون بإعداد أعمال صحفية هامة على المستوى المحلي يجب أن يستثمر في أدائهم الذي يقترب من إيصال صوت المواطن وحتى إثراء الأداء التنموي بصحافة ل”الحلول ” . إن تنظيم “الصحافة الوطنية ” بعمق كما دعا وزير الاتصال يتطلب مساهمة جميع الفاعلين في القطاع لطرح تصورات جديدة لمهنة “المتاعب ” فالصحف المكتوبة مطالبة وعناوين عديدة تجتهد بتكيف واجهة حضورها على منصات التواصل الاجتماعي وفي عرض خدمات إعلامية للجمهور يمكن أن ينوع من أنشطة المؤسسة الإعلامية ويجعل آدائها خارج النشر الإعلامي للأخبار قابلا للقياس والتثمين والدعم . إن التوجه نحو إعلام تفاعلي صانع للصوت والصورة يشكل رهانا هاما للإبقاء على موقع هام وفعال لوسائل الإعلام في ظل التحول المتسارع الذي تشهده الصحافة والاتجاه نحو ثقافة المؤسسة الإعلامية المتعددة الخدمات يمثل مقاربة ورؤية هامة يجب الاشتغال عليها ضمن دراسات وضبط للمفاهيم الأنشطة الجديدة التي يمكن للصحفية أن تقوم بها في إطار الخدمة الإعلامية الموجهة للجمهور . يعتبر هذا الذي نشير إليه جزءا من كل والاهم أن تنظيم الصحافة الوطنية لكيانها يعتبر أولوية هامة للارتقاء بدور الصحفي أيضا في الحياة المؤسساتية فالإبقاء على الصحفي كمهني ناقل للخبر وممارس لعمل محدد يجب ان نتجاوزه تفكيرا بل أن الصحفي مهني وفاعل في الشأن العمومي ويجب ان يكون أول التنظيم المنشتود مرتكزا على دعم مكانة الصحفي وإعادة تفعيل الأدوار.
بقلم د.محمد مرواني