الديبلوماسية الرقمية ضرورة لابد منها
مما لاشك فيه ان الدبلوماســية العامــة تعتبر من أحد أهــم عناصـر القـوة الناعمـة التــي تســتخدمها اغلب الــدول لطرح قيمهــا أفكاره توجهاتها ومواقفها من الاحداث التي يعرفها العالم ، وقد كشفت التجارب ان الديبلوماسية استخدمت عدة اساليب في الصراع الدولي والتموقعات العالمية ، بما في ذلك التوزنات ، فمرة يت استخدام المال ، ومرة التهديد يالسلاح ، ومرة تلعب المفاوضات واللعب على الحبال كجزء لايتجزء من الديبلوماسية وان اختلفت التسميات والمسميات والاشكال .
وكانت وسائل الاعلام جنت الى جنب في في معركة الديبلوماسية فمرة يتم اخفاء بعض مما يجري في الكواليس وتحت الطاولة ، ومرة يكشف عما هو اصلا ظاهرا في للعيان ولكن باسلوب ونمط معين يخدم في الاخيؤة اجندة القوي والفاعل في معركة التوزانات الدولية .
في السنوات الاخيرة اتجهت الديبلوماسية الى الخيار الرقمي ، مع الصعود اللامتناهي لشبكات التواصل الاجتماعي ومنصاتها المختلفة ، فاتجهت اغلب الممثليات الديبلوماسية الى خيار التواصل الرقمي في نشر الانشطة والفعاليات وفي التفاعل مع الجماهير ، ولم تكتفي بهذا الامر فقط ، بل تجاوز الى ان المواقف الديبلوماسية من تطورات الاحداث تقرا من تغريدات مباشرة على صفحاتها وعبر منصاتها .
وان كانت الرئيس الامريكي السابق” ترامب ” احد رواد هذه الممارسات الرقمية في السنوات الاخيرة ، الا ان التقارير تتحدث على ان بريطانيا احتلت المركز الاولى عالميا في الديبلوماسية الرقمية سنة2016 ، تليها فرنسا سنة 2017 ثم الولايات المتحدة الامريكية .
فيما تستغل دولة الاحتلال الاسرئيلي عدة منصات على الفضاء الازرق والاصفر وغيرها للترويج لدولة الكيان وابراز ” همجية ” الفلسطينيين كما تعتقد ، حيث يلتزم الناطق الرسمي لجيش الاحتلال بالتواصل والتفاعل اليومي مع جمهوره ، بالتهاني المختلفة بالرد بشكل لطيف لإيهام الراي العام بشكل خاص .
لذلك ارى ان الجزائر محتاج اكثر من أي وقت مضى الى تعزيز هذا التوجه في السفارات والملحقيات الديبلوماسية وادرات القنصليات ، ليس لإبراز موقف الجزائر وفقط من المتغيرات الدولية ، وانما كذلك لابراز صورة الجزائر ثقافيا وتاريخيا في العالم.
د/ ساعد ساعد