روح الفريق والقياس الخاطئ
كلنا على بكرة ابينا كبار وصغارتالم لانهزام المنتخب الوطني بعد فترة فرح طويلة في الكاس العربية وتتويجه بالكاس بعد اربع مباريات كلها تعتبر نهائي قبل النهائي ، وقبلها في كاس افريقيا وصفيات كاس العالم. ولا ينكر الا جاحد قوة الفرق الاخرى حتى وإن فزنا عليها، او هزمتنا ، فهذا منطق الكرة ، الامر الذي لاحظته في المباريات الاخيرة بقاء طريقة اللعب كما بدا المنتخب ذات ربيع سنة 2018. مع غياب تام لروح الفريق أو المجموعة وهو الرأي الذي توقف عنده كل محللي القنوات في المجال الرياضي..وفي خضم ذاك السقوط ، لم تكد تمر ساعات حتى هاجمتنا مواقع التواصل الإجتماعي من الجيران والاشقاء ، وكان ممكن قبول تنمر العامة ، فهذا سلوك يمكن تقبله في اطاره العادي ، ولكن ان ترى قنوات تلفزيونية باسم دول ، تخرج من منطق التحليل الى التشفي على المباشر وامام العامة وملايين المشاهدات فان الامر جلل وخطر ، غير بعيد عن ذلك تقدم المشهد ” وجوها ” ليس لها باع في الرياضة تحمل صفة “المثقف ” بكلمات هاربة من اسواق العامة في صفحاتها ، فهذا ينتصر للاعب ابن منطقته وكثيرة هي الحالات ، بلماضي ليس قديسا ، نعم ننتقده نمتعض لبعض خططه ، ولكن الرجل اثبت نجاحه . وتذكرت صفحات هؤلاء حين ورد تقرير عن ان التعليم الابتدائي في الجزائر في ذيل الترتيب. وتصدر الخبر صفحات بعض من بني جلدتنا دون تمحيص وتدقيق . نعم قد يكون مستوانا التعليمي ليس بالأول ولا الثاني عربيا وافريقيا ، ولكنه وبكل موضوعية ليس في ذيل الترتيب لعدة اعتبارات كثيرة وأولها أن التقرير الصادر عن منظمة اليونسكو غير صحبح البته فما اصطلح عليه شبكة (UNEVOC Network)، التي اصدرت التقرير القياسي هي في الاصل شبكة عالمية تابعة اداريا لمنظمة اليونسكو والتي من بين اهتماماتها التعليم والتكوين التقني والمهني و تضم في عضويتها 166 دولة
وهنا يظهر أن التقرير كاذب ومشوه . تناقله نفس الاشخاص الذين هموا بالهجوم على بلماضي هنا وعناك
فمن أين جاءت ترتيب الجزائر تعليميا في 189 وعدد أعضاء المنظمة والمتعاونين معها 166 فقط.
نقطة اخرى لاتقل اهمية عن بطلان التقرير المغلوط والكاذب هو ان تقارير جودة التعليم بشكل عام في كل المستويات يدرج في العادة عبر مؤشر دافوس العالمي و عدد الدول المدرجة في هذا المؤشر دافوس هي 140 دولة فقط بما فيها الجزائر، وخارج هذا المؤشر تعتبر عينة غير مجدية وفق نمط مؤسسة دافوس وهنا نعيد طرح السؤال السابق من أين جاءت رتبة 189 للجزائر وبغض النظر عن منغصة الانهزام المتتالي في الرياضة والتقرير التربوي الكاذب تشعر بالالم حين تتعاطى مؤسسات إعلامية توصف بالمحترفة مع هكذا تقرير دون تمحيص وتدقيق وتحري. والمؤسف أن تتصدر صفحات اهل العلم والثقافة من بني جلدتنا صور القياس والنحيب دون تاكد. هذا لايعني وجود نقائص واختلالات في مجال الرياضة والتربية والتعليم في كل المستويات ولكن ليس بتلك السوداوية التي يراد منها طمس الجهود والنجاحات وخاصة جلد الذات ، اللغة التي يتقنها الكثير ممن سقطوا في طريق العلم والتعليم والتعلم