داعية اللاعنف أو ” غاندي العالم العربي “
بوفاة سعيد جودت فقدت الامة العربية و الاسلامية مفكرا من طراز خاص ، فالرجل يعتبر امتدادًا لمدرسة المفكرين الإسلاميين الكبيرين، الأستاذ مالك بن نبي ومن قبله محمد إقبال ، عالج قضايا الاسلام وتحدياته برؤيا عصرية ، ولعل اهم كتاب الفه الرجل في مطلع الستينيات كتاب ” مذهب ابن آدم الأول، أو مشكلة العنف في العمل الإسلامي” التي كانت سائدة في تلك المرجلة وما بعدها حتى اليوم ، خاصة من التيارات الفكرية الجهادية ، التي تؤمن بمنطق التغير بالقوة والتمرد ، لذلك نجد ان الافول قد ضرب اضواء الرجل نهاية الثمانينات ومطلع التسعينات في الجزائر وغيرها في البلدان العربية والاسلامية ، التي كانت تعيش على وقع الحركات الجهادية في البلدان العربية او غيرها . فالرجل لها رؤيا اخرى . هذه النقطة بالذات كان لها تأثير سلبي كبير على امتداد الصحوة الاسلامية في البلدان العربية وفي علاقة الغرب بالإسلام ، حيث ما فتات وسائل الاعلام الغربية ، وغير ها من الابواق في لصق صفة العنف على الاسلام . لذلك نقرا للمفكر سعيد جودت بقوله ان “يرى أن القصد من وراء الامتناع عن استخدام العنف أو القوة هو في واقع الأمر اللجوء إلى العقل والتفكير. لذلك كانت دعوته إلى اللاعنف دعوة للعقل في أساسها ، لذلك لقب الرجل داعية اللاعنف في العالم الإسلامي أو غاندي العالم العربي. وقد عبر عن سعادته بهذا الوصف في مناسبات عدة. وجودت سعيد رحمه الله سوري الاصل ودرس العلوم الشرعية في الأزهر الشريف ، وله اضافة الى الكتاب الاول كتاب اخر بعنوان “حتى يغيروا ما في أنفسهم” ومؤلفات اخرة فردية ومشتركة .