رأي

كأس “الغمة” الإفريقية !!

مسلسل مهازل “أفريقيا المنحوسة” مازالت حلقاته مستمرة ،وكأن “اللعنة ” تأبى الرحيل عن هذه القارة و ساكينها الذين كتب عليهم الشقاء في الحياة برمتها.

فكالعادة”  لم تفاجئنا إفريقيا بسوء تنظيمها ” لبطولة الكأس الإفريقية  ،التي شهدنا فيها فضائح بالجملة سيذكرها التاريخ تحت عنوان” كشايف” العالم الثالث والأخير !! .

كانت بطولة كأس “ذمم” أفريقيا قد إنطلقت من الكاميرون في نسختها الثالثة والثلاثون، وكان الجميع –بما ليس فيهم أنا -في إنتظار تنظيم ذو مستوى جيد من الكاميرون خصوصا أن هذه الأخيرة  كانت تجهز للبطولة منذ 2017..

غير أن الواقع كان بعكس المتوقع تماما ، ففي مباراة السنغال وزيمبابوي شهدنا سلسلة من الأخطاء التحكيمية المتعمدة ،ضف إلى ذلك ركلة جزاء مشكوك في صحتها  خاصة و أن رداءة النقل التلفزيوني حالت دون مشاهدة اللقطات الكروية بوضوح  داخل المستطيل الأخضر .

لتتواصل الفضائح فيمباراة مصر ونيجيريا التي شهدنا فيها  أمرا لم نرى مثله من قبل ،حيث تم وقف المباراة لثلاثة مرات بسبب الكرات الفاسدة، كما لم يحتسب الحكم الجامبي ركلة جزاء صحيحة لصالح منتخب مصر، والغريب في الأمر أن الحكم لم يكلف نفسه عناء الذهاب للفار للتأكد من وجود ضربة جزاء !!.

وإستمرت الفضائح تواليا ،حيث  كان لمنتخب موريتانيا نصيبا أيضا منها ،فقد تم عزف النشيد الوطني القديم لموريتانيا وسط ذهول الجميع .كان هذا الأمر بمثابة الفضيحة للكاميرون والاتحاد الإفريقي، حيث أن عزف النشيد الوطني لأي منتخب في أي مباراة دولية أو غير دولية هو أمر أساسي.

ولعل كل ما سبق يعتبر هينا وبسيطا، بالمقارنة مع ما حدث في مباراة تونس ومالي،  إذ أن المباراة توقفت 9 مرات بسبب التبديلات وتوقفت ثلاث مرات بسبب تقنية الفار .كما أعلن الحكم نهاية المباراة في الدقيقة 85   بسبب تعطل ساعة يده !!ليقف الجميع في ذهول وتعجب.

 ليتجه  لاعبي المنتخب التونسي للحكم ويأكدوا له أن المباراة لم تنتهي بعد، إلا أن الحكم ترك الملعب وإتجه لغرفة الملابس.ثم عاد مرة أخرى  ليستأنف المباراة،وبعد إحتساب الوقت الضائع تبين أن الشوط الثاني لعب فيها 17 دقيقة فقط ،حيث يوجد 28 دقيقة وقت بدل ضائع !!!.

هذا غيض من فيض الفضائح التي يعود سببها –في نظري –إلى منظمين غير أكفاء لا يصلحون حتى لتنظيم زريبة “بغال وبعير” فما بالك لبطولة دولية كهذه !!.

أَوَ يعقل أن ينظم بلد إفريقي البطولة القارية بهذا المستوى التنظيمي المنحط والهزلي !! لدرجة إني ظننتها نكتة أو” كاميرا كاشي” من المقاطع الهزلية ثقيلة الدم والخفة  التي اعتدنا عليها في تلفزيون “الغمة” !!

ألهذه الدرجة نحن بائسون في إفريقيا !! فلا سياسية صالحة ولا اقتصاد متطور ولا تعليم متحضر ،حتى الرياضة هي الأخرى لحقت بركب السافلين .

حورية احمد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى