مشاريع شهداء في اي لحظة
اطالع في الفترة الاخيرة حلقات مترجمة من مذكرات العقيد بن طوبال بقلم الاستاذ محمد صالحي في صفحته الشخصية على ” الفيس بوك ” المذكرات التي حررها دحو جربال و محفوظ بنون ، الترجمة التي وفق فيها الاستاذ صالحي بشكل لافت ، افرزت لنا عبر حلقاها احداث مثيرة جدا عرفتها الثورة التحريرية من بدايتها الاولى والتحديات التي عرفتها في التموين بالسلاح ونوعية الرجال ، ناهيك عن الصراعات الداخلية الخطيرة في جيش التحرير ، وفي الفاعلين في الحركة الوطنية ، ومع عموم الشعب الجزائري .
المذكرات تحمل الكثير من النقاط التي يجب العودة اليها بالشرح والتحليل ، خاصة في مجال التموين واجور الجند والعقداء وتوزيع السلاح في الولايات والمناطق ، وهي نقاط شابها الغموض ونادرا من كتب عليها من مؤرخي الثورة .
الشاهد في الموضوع بما اننا نحي اليوم ذكرى يوم الشهيد ، فان مذكرات العقيد بن طوبال توحي بما لاشك فيه معاناة الثوار في الجبال وكيف نشبت معركة كلامية بين زيغود يوسف والعربي بن مهيدي جراء اشتباكات عسكرية وقعت وهم في طريقهم الى منطقة القبائل لحضور مؤتمر الصومام فقال له ” انظر لمعاناتنا اليومية في الجبال ” ويفهم منها الصراع الحاصل بين رجال الواجهة السياسية والفاعلين في الميدان عسكريا .
ومما يلاحظ كذلك ان الثورة الجزائرية كانت عنيفة جدا سواء مع العدو الفرنسي او الخونة او عامة الشعب ممن لم يلتزم بتعليمات المجاهدين ، الذين كانوا وعلى مدار اليوم مشاريع شهداء في اي لحظة ، خاصة وان العدو كان يمتلك النوعية في السلاح والطائرات .
لذلك حين نحي اليوم يوم الشهيد علينا ان نتذكر هؤلاء الابطال الذي ضحو بأغلى شيء من اجل تحرير واستقلال الجزائر، وعلينا ان نتذكر دمائهم والجرحى ناهيك عن معاناتهم اليومية في الجبال في البرد والحر ، والمشيء عشرات كملمترات من اجل لقاء وكمين .تكرهم اليوم ، هو التزام ببيان ما جاهدو عليه وما استشهدوا لأجله ، وغير ذلك خيانة ولو على سبيل الشفاهة والمزاح فما بالك بمواقف وقرارات ضد الوطن وتربته ورجاله