رأي

محور الجزائر روسيا تركيا الصين

تتجه الكثير من المعطيات الميدانية مع التحولات الجديدة التي افرزتها جائحة كورونا والحرب الروسية الاكرانية ، وتراجع الحضور الاوربي الامريكي في الاقتصاد والسياسة والجانب العسكري ، الى ظهور قوى ومحاور جديدة في التحالفات الجديدة ، ولعل ابرز هذه المحاور خارج الصراعات التقليدية ، ظهور بوادر تشكيل محور الجزائر روسيا تركيا الصين ، فالدول الاربعة ، تتقاطع كثيرا في جملة المواقف السياسية الدولية ، وكان لها بصمة في الآونة الاخيرة ، ثم ان مجالات التعاون الاقتصادي بين الصين والجزائر وتركيا وبدرجة اقل روسيا يسمح للجزائر ان تكون رقما مهما في معادلة الصراع وتوزان القوى ان استغلت الجزائر هذه المرحلة بعقود واتفاقيات استراتيجية ، وهو ما اشار اليه رئيس الجمهورية في هذا الجانب فقد تحدث في ظرف اسبوع عن ” اتفاقيات استراتيجية بين روسيا ثم مع تركيا ” وهو ما يعزز قوة الجزائر عسكريا واقتصاديا خاصة في مجال الصناعة والمواد الاولية ذات الاستهلاك الواسع ، والتي يأتي في مقدمتها الغاز والبترول والصناعات التعدينية  التي يجب ان تذهب الجزائر بشكل مباشر الى اتفاقيات طويلة وذات بعد كبير مع الصين التي تعتبر الان منافسا لأمريكا في مجال التكنولوجيات والصناعات الثقيلة ، خاصة وان الجزائر تكتلك ما نسبته 10 بالمائة من المخزون العالمي من ” الاتربة النادرة ” و90 بالمائة من المخزون العالمي تمثله الصين ، وهو ما يجعلها في موقع قوة للعمل والاتفاقيات المشتركة في مجال تكنولوجيا المعلومات .

هذا المحور من شانه ان يقلق بعض الجيران جغرافيا و” اللسانيا ” وحتى من الاعداء التقليدين للجزائر ، وبالتالي تتطلب المرحلة الراهنة تقوية الصف الداخلي والتركيز على البعد الاجتماعي للدولة داخليا ، وهو ما اشار اليه رئيس الجمهورية بعد عيد الفطر مباشرة.

د/ ساعد ساعد 

استاذ الصحافة والاعلام الرقمي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى