عقدة الماضي وصدمة الحاضر
حاول الرئيس الفرنسي في زيارته الخيرة للجزائر التملص قدر الإمكان من التاريخ الأسود للفرنسيين بالجزائر ، بادعاء قوله يجب إن نفكر في المستقبل والمستقبل فقط ، وكأني به يقول : ان جراح سنوات الماضي وقوافل الشهداء والمشردين والمفقودين والمنفيين ، هي مجرد خدوش بسيطة يمكن نسيانها ، فكانت الرسالة الأولى له الهاب به الى المسجد الاعظم ثالث اكبر مسجد في العالم ، كان مبهوتا ، علامات الصدمة على محياه ، وهو يرى بأم عينه كنيسة جده لافيجري وقد تحولت الى قلعة اسلامية ، بعد ان كانت مركزا للتبشير ونشر المسيحية في الجزائر وكامل افريقيا.
وحين أرد فريق ماكرون بنية مبيته مسبقا الخروج من الحرج الدبلوماسي في زيارته للمسجد كان قد برمج زيارة الى ” سانتا_كروز ” بوهران ليقف في أعلى قمتها ويرتل للغابرين من أجداده ، تاريخ الأحفاد وذاكرة الأجداد، ثم عرج الى ما تبقى من اثار” لديسكو مغراب ” في وهرن ، كأنه يريد أن يقول شيئا ما ، وفي فرط حماسه نزل إلى الشارع على أمل أن تعانقه الجماهير ، فإذا به يسمع صرخات ” وان تو ثري فيفيا لالا لجيري ” وهو ما اعتبرته الإعلام الفرنسي اهانة للرئيس ماكرون.
الدكتور ساعد ساعد