لابد من أخلقة الخطاب السياسي
حين دقت ساعة التغير في 22 فيفري 2019 وقال الشعب كلمته، كان الحضور واحدا والجمع كل الجمع على يد واحدة باختلاف الألسن والمناطق والثقافات والقناعات السياسية
كانت اللحمة الوطنية هي المسار الجامع وإن اختلفت المطالب بين اقتصادية واجتماعية والأكبر فيها مطلب سياسي : التغير، نريد جزائر جديدة بوجوه جديدة وإطارات من عمق المجتمع ، كانت السلمية الشعار الجميل الذي تبنته الجماهير وسهرت عليه قيادات الجيش وأسلاك الأمن ، وحدث التغير المنشود ..انهاء حكم ، محاكمات وسجن لوجه كانت تصنع الواجه يوما ، وانتخابات رئاسية ..وتشريعية على الابواب ويستمر المشروع .
كانت الجزائر منذ حراكها الاصيل على قلب رجل واحد بهدف واحد ووحيد بناء الجزائر ومستقبلها ، وعليه كان ولابد ان ترتقي الخطابات السياسية من احزاب وفاعلين في المجتمع المدني وغيره الى الخطاب الجامع الشامل ، بعيد عن لغة العنصرية و”المناطقية ” وادعاء الاسبقية او الاشارة بالنقص الى أي جهة كانت ، فالحراك كان حراك الجميع واخلقة العمل السياسي جزء لا يتجزأ من بناء الجزائر الجديدة .
لذا كان من الواجب لكل من يتصدر الصفوف في أي مكان كان أن يتجنب خطابات العنصرية مهما كان مصدرها وشكلها بالإشارة او التمويه او باي صيغة كانت ، فالكل كل الجزائريين لهم لحق في التعبير عن آرائهم وعن قناعاتهم السياسية،لكن دون قذف لجهة أو فصيل ًأو منطقة ، وإن اقتضى الأمر على الجهات الرسمية أن تلعب دورها في ردع خطابات الكراهية والتفريق والتشتيت والقانون واضح في هذا الاطار ورحم الله إمرئٍ عرف قدر نفسه وتوقف عنده .
بقلم الاستاذ علي قطاف