رأي

” الجري وراء الخبزة “

حدثني المشهداني فقال : اتعبتني ” الخبزة ” ياصديقي وقررت طلاقها بالثلاث  طلاق لا رجعة فيه ،حتى وان اخذها غيري فلن تعود نحوي ،حاولت ان الملم مشاعره المتبعثرة في كومة مجلسنا لكنه انتفض وانبرى سيف الحديث فحكي قصته مع ” الخبزة ” فحدثني حديث عجب فقال منذ طفولتي وانا اجري وراءها توقظني امي مع الصباح الباكر ،حيث يحلو النوم وترتخي الاطراف ،حتى ان امي تكرر ايقاظي ثلاث واربع ،حتى احرك بعض من عيوني لا ارها ،  فاندفع والنعاس يضرب اطنابه في دواخلي امني النفس للعودة للفراش ، حتى ان وصلت المخبزة ،طار النوم وحل الكره والقلق معا ، طوابير طويلة من وجوه مكفهرة ارهقها تعب الانتظار ولهف الطلب نساء وشيوخ واطفال وكهول ، وانا اتوسطهم ، يناظرني البعض كيف جاء هذا الولد بلباس النوم هنا ، وشعره المرفرف واصفرار العمش على العيون ،حتى تكاد لا يفتحها  ، اقاوم النظرات ،حتى اخذ نصيبي من الخبز ،حتى ان لمستها احرقتني ،اضمها لصدري ومرة لبطني واتذوق بعض القطع منها ،حتى ان عدت للبيت “عصب ” ابي قائلا  وزن الخبزة قليل ، اتمم انا اكلت منها فيرد سريعا لالالا هؤلاء هم طفف في الميزان ، لم استوعب حديثه ، ولم اعد استطيع النوم ، فقد طار النعاس عاليا مع اصوات الصغار والمذياع . قلت ياصديقي كل الاطفال في الهم سواء انها مرحلة وانتهت قاطعني المشهداني واكمل ، ولكن بعد ان استوى عودي حدثني والدي ذات مساء مفعم بريح المطر وصوت ريح عاصف  ، لقد كبرت ياولدي وانا تعبت وارهقتني السنون ولم تعد رجلايا تحملني ، فانت المسؤول وراع البيت ” والخبزة ” راهي عليك ، قلت في نفسي الخبزة مرة اخرى ، ولكن ليت الموضوع كان طابورا وحر الخبز من الفرن فقط ، بل للخبزة حكاية اخرى ، كان حديث الناس ” راني نجري وراء الخبزة ” اي العمل هكذا فهمت من جاري ورفيقي في البناء وحمل الاثقال من اكياس الاسمنت والدقيق والحديد لاعلى المباني ، تمنيت لو ان الخبزة كما عرفتها في طفولتي وفقط .

يتبع 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى