رأي

كن ايجابيا وانت تتألم

حتى  لانتهم بالسوداوية والسلبية التي لحقت بشبكات التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الاعلام ورموزه ، هناك صورة ايجابية مفرحة مشجعة تدعوا للتفاؤل وتبعث الامل من جديد ، رغم الم جائحة كوفيد 19 على المجتمع العالمي والجزائر ، اذا شكلت الهبة التضامنية في ربوع الوطن تفاعلا منقطع النظير مع غياب الاكسجين لمرضى المستشفيات ، فحين ترى الام والاخت الشابة منها والعجوز تتبرع بما تملكه من مدخرات ذهبية ، تحس ان الفرج قريب ، وان ذهاب الوباء اقرب بحول الله ورحمته بعباده ، خاصة تلك الصورة الجميلة الرائعة المعطاءة للأطفال وهم يقدموا ” شحيحة” دنانير معدودة جمعت من هنا وهناك في الاعياد والمناسبات للمساهمة في الهبة الاجتماعية لدعم محتاجي الاكسجين ، والشكر هنا موصول لأهليهم اباء وامهات ، على خلق الدافع والحب والرغبة في صنع بوادر الخير والعطاء والرحمة بين الناس ، هذه المبادرات المتنوعة تعكس حبا في الحياة ، رغبة في التغير لمجابهة السلبية ، ومنتفعي الازمات وكل الاخبار المؤلمة التي اضحت سلوكنا اليومي ، ويذكرني هنا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي رواه عبدالله بن عمر في صحيح الترغيب والترهيب وغيره اذا يقول:     

” أَحَبُّ الناسِ إلى اللهِ أنفعُهم للناسِ، وأَحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سرورٌ تُدخِلُه على مسلمٍ ، تَكشِفُ عنه كُربةً ، أو تقضِي عنه دَيْنًا ، أو تَطرُدُ عنه جوعًا ، ولأَنْ أمشيَ مع أخٍ في حاجةٍ ؛ أَحَبُّ إليَّ من أن اعتكِفَ في هذا المسجدِ يعني مسجدَ المدينةِ شهرًا ، ومن كظم غيظَه ولو شاء أن يُمضِيَه أمضاه ؛ ملأ اللهُ قلبَه يومَ القيامةِ رِضًا ، ومن مشى مع أخيه في حاجةٍ حتى يَقضِيَها له ؛ ثبَّتَ اللهُ قدمَيه يومَ تزولُ الأقدام”

فما أحوجنا اليوم الى التعاون والتضامن وصنع الايجابية وسط الناس ، افراحهم ، الوقوف معهم ، السؤال عنهم ، تنبيهم عن مخاطر الفيروس ، توصية الاصدقاء والاهل والاحبة بضرورة التلقيح ، واننا في حاجة لهم ، نحبهم نحترمهم ، لاعيش الا معهم ولقياهم .

ادفعوا بالإيجابية ، خففوا من نشر التعازي ، وان كانت على الخاص او بالهاتف لمن ابتلي . الناس تقرا الاطفال والنساء تتصفح فضاءات التواصل الاجتماعي ، والنفسيات تختلف ، هناك من يبكي الما دون فيروس لحقه ، فقط الصور السوداء ، والسلبية والحزن يقتل المناعة ، لا نكون عون مع الفيروس ليضربنا.

د/ساعد ساعد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى