رأي

نقل الأخبار حرفة وليس هواية

كتب ابن خلدون في مقدمته التاريخية المعروفة كلاما يكتب بماء الذهب عن الاخبار الكاذبة والمغلوطة ، ومنها الاشاعات التي تطلق هنا وهناك خاصة في زماننا ، حيث اضحت شبكات التواصل الاجتماعي مرتعا لأخبار كثيرة ومتعددة اغلبها كاذب ومغلوط ومفبرك ، من اجل ايهام الراي العام بتوجهات معينة ولخدمة ” اجندات ” مشبوهة ، والمؤلم حين يغرد على هذه المنصات من يرمز لهم باهل الثقافة والنخبة ، يكتب ويهرف ويخرف دون تمحيص وتدقيق في المعلومة ، المهم هدفه النشر ونيل الاعجابات والتعاليق بغض النظر عن المحتوى هل هو صحيح دقيق ام لا.

والاكثر من هذا ان تنشر اخبار مؤلمة قاتلة ، فتعلن عن وفاة احدهم وترسل نص التعزية على صفحتك بصورته ، وتترك عائلته واهله وذويه واصحابه في متاهة البكاء والنحيب لساعات ، حتى يتبين الخبر انه غير صحيح ، اي جبن هذا ورداءة وقلة حياء ، تنشر خبر الوفاة دون ان تتأكد من اهله ، بل ومن الشخص نفسه ، واقع مؤلم جدا نعيشه هذه الايام على صفحات التواصل الاجتماعي .

وكما اسلفت فان عبد الرحمن بن خلدون تحدث على هذا الهزال الاخباري في نقل الاخبار ونشرها دون تمحيص فيقول في مقدمته

“ولما كان الكذب متطرقا للخبر بطبيعته وله أسباب تفتضيه فمنها التشيعات للاراء والمذاهب فإن النفس إن كانت على حال الاعتدال في قبول الخبر اعطته حقه من التمحيص والنظر حتى تتبين صدقه من كذبه. وإن خامرها تشيع لرأي أو نحله قبلت بما يوافقها من الأخبار لأول وهلة ” وللأسف هؤلاء من ينشر هكذا اخبار دون تمحيص وتحري محتاجون الى مصحات نفسية للعلاج في السجون ،وليس تكذيب ما كتبوا وغردوا .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى